الثقافي

تعددت مسارات المؤلفين والحلم واحد

ضمن البرنامج الأدبي المرافق لـ سيلا24

 طرحت ندوة “أن تُصبح كاتبا: حلم ومسار” بصالون الكتاب الدولي الـ24، جملة من الأسئلة التي تتعلق مثلا بـ “كيف يصبح المرءُ كاتباً، ويجسد طموحه؟، وحاول عدد من الروائيين والشعراء المشاركين الإجابة عن هذه الأسئلة، من خلال تحدثهم عن تجاربهم الخاصة، إذ تطرق اللقاء لمختلف الدوافع التي يمكن أن تدفع لإتباع مسار أدبي معين، كما تحدثوا عن ربط الحلم بالمسار، للحديث عن الكيفية التي بنوا بها أنفسهم ككتاب أو مؤلفين أو شعراء بين الأمل والإحباط، بين الإرادة والفشل أو الإفشال.

 الندوة التي شارك فيها كل من عبد الوهاب عيساوي، بشير مفتي، ليندة شويتن، لميس سعيدي، سعيدة عبوبة، وخليل ديالو من السنغال، ونشط اللقاء إبراهيم صحراوي.

وبدأت الروائية سعيدة عبوبة الحديث عن مسارها ككاتبة روائية، وهي القادمة من جنوب الأوراس، وتشتغل مدرسة لغة انجليزية، أعمالها تهتم بثقافة ومجتمع الشاوي، إذ لها ثلاثة كتب هي “الأوراس”، الثاني “بيتا، معركة أوراسية” وهو مؤلف يكرم للمرأة الأوراسية، أما الثالث”مصير التازيري القاتل”، كما قامت ببعض الترجمات، من الفرنسية والإنجليزية إلى الأمازيغية (الشاوية).

عبوبة تتقن ثلاث لغات، لقد نشرت باللغة الفرنسية، باللغة الأمازيغية، ولكن باللغة الإنجليزية لم تصدر بعد، قامت مؤخرا بترجمة رواية بعنوان “أرض النساء”.

من جانبه، قال الكاتب السنغالي خليل ديالو صاحب رواية “على وشك الموت”، إن السياق الخاص لكتابة روايته الأولى، التي يرجع تاريخها إلى عام 2014، تعود في البداية إلى غزو للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في شمال مالي، والذي كان فريسة. لقد كان ساحل العاج أو نيجيريا ضحية لهجمات إرهابية، وكان ديالو في داكار، وهناك دب الخوف يدب في قلبه، لمدة عامين، تجنب الجلوس في المطاعم أو تناول قهوة مع الأصدقاء.

يروي الكاتب السنغالي أيضا عن صديق له من جامعة داكار، وكان في السنة السابعة من الطب، قرر الانضمام إلى جماعة داعش في سوريا، ولم نسمع منه منذ فترة طويلة، يومًا ما وعلى حسابه على الفايسبوك، نشر صورة وهدد السنغال، وهو أمر يثير الدهشة لأن بلدنا مسلم بنسبة 96٪. لقد أدهشتني هذه القصة، لكنني شعرت بالضيق الشديد، ودفعه إلى طرح سؤال حول ما الذي يمكن أن يجعل السنغالي إرهابيًا، لذا فإن روايتي الأولى هي تسرب هذه القصة.

وتابع ديالو يقول “في هذه الرواية، أتساءل عن الطبيعة البشرية، وأبلغ عن شهادة عن شاب مسلم، غير عنيف، كان مهتمًا بالفلسفة ومن كان طالبًا في الطب، لذلك فهو شاب متعلم بدرجة كافية ويصبح في النهاية إرهابي ويوافق على الموت والانتحار. بالإضافة إلى ذلك، فهو شاب درس القرآن، وما يفعله خطأ”.

وأسترسل “من خلال هذه الرواية، أردت أن أبعث برسالتين، الأولى موجهة إلى السلطات، لأن الحرب ضد الإرهاب يجب أن تكون ثقافية مع التسلح. والرسالة الثانية مخصصة للشباب، لإخبارهم أن هناك العديد من أشكال القتال وأيضًا حلول خارج العنف”.

تعرف الكاتبة ليندا شويتين نفسها أنها تكتب باللغتين، ألفت كتبا ودراسات نقدية باللغة الإنجليزية، وبالفرنسية ألفت روايات، بما في ذلك الشعر الروماني “ديس بوف” و”الفالس”، وقالت “إن الكتابة هو حلم طفل قبل كل شيء، وكنت في التاسعة من عمري، كنت أكتب ما يجري حولي، إذ تأتي فكرة أي عمل من السفر والعيش أو القراءة”.

في حالة ليندا شويتين، تكتب لتشيد بوالدها الذي شجعها على القراءة كثيرًا، وكان مدرسًا للغة الفرنسية، وكثيراً ما اشترى لي حكايات صغيرة باللغة العربية أو باللغة الفرنسية. “أحببت القراءة لأن واقع الحياة اليومية لم يرضني”.

من نفس القسم الثقافي