الثقافي

نجمة من الجنوب متألقة في سماء فنون الرسوم الزيتية

وهيبة ضيف الله:

تعد الفنانة وهيبة ضيف الله التي تؤمن أنها تعيش من أجل حب الفن والثقافة بشكل عام واحدة من النجمات المتألقة في سماء فنون الرسوم الزيتية بالجنوب الغربي للوطن، ولقد اقتحمت وهيبة فن الرسم منذ نعومة أظفارها بدعم والدها الذي كان "الشخص الأول الذي اكتشف موهبتها و حبها لفن الرسم وشجعها على دراسة الأعمال الفنية"، كما صرحت لـ"وأج" هذه الفنانة على هامش معرض لأعمالها الفنية نظم في إطار مهرجان "الله يجعل من خيمتنا خيام" الذي يقام حاليا بمدينة بشار. 

وتقول هذه الفنانة العصامية أن أعمالها مستوحاة من المدرسة "السوريالية"، وأنها ترسم منذ 2014 بورتريهات للنسوة والمناظر الطبيعية الإفريقية و أن اختيارها هذا يعكس مدى اعتزازها بكفاح المرأة عبر قرون وخلال "حقب تاريخية صعبة ودموية في قارتنا" كما يعكس ارتباطها ببلدها الجزائر، وصحراءها.

ويبرز هذا الارتباط في لوحاتها الفنية "قناع إفريقي" و"ضوء القمر على قاربي" و "موناليزا على الخشب"، و يلاحظ على احدى اللوحات "زعلي طوّل" المستوحاة من أغنية للفنانة اللبنانية فيروز والتي تمثل بورتريه لمرأة باكية، استعمال مسحوق القهوة، وهي تقنية ابتكرتها وهيبة من أجل أن "تتميز عن تقنيات الرسم الكلاسيكية"، على حد قولها. 

وأشارت الفنانة العصامية التي تهتم أيضا بكتابة القصة و الشعر، أنها منذ البداية لم تكن تسعى لرسم ما هو جميل، و انما كل ما يمس المشاعر و يفاجئ و يشوق من يشاهد لوحاتها ويحرك فضوله.

للإشارة، تحصلت وهيبة سنة 2016 على الجائزة الأولى في مسابقة محلية عن قصتها التي حملت عنوان "الصامت الناطق" تتحدث عن ظروف الحياة اليومية للصم البكم.

فيما يخص تسويق أعمالها الفنية، قالت الفنانة ان لوحاتها و أعمالها الفنية حاضرة في بشار و في العاصمة الفرنسية، باريس، و تأسفت ل"عدم توفر سوق حقيقي للفن على المستويين المحلي والوطني" معتبرة انه "لا يمكن غرس الذوق الفني لدى الآخرين في غياب شبكة وطنية ومحلية حقيقية لأروقه المعارض وسوق للفن".

وأوضح مسؤولو جمعية "الصحراوية" الجهة المنظمة لمهرجان "الله يجعل من خيمتنا خيام" الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 17 نوفمبر المقبل، أن دعوة الفنانة وهيبة ضيف الله للمشاركة في هذا الحدث الثقافي يهدف الى "إعطائها فرصة للتعريف بإنجازاتها الإبداعية، باعتبارها نجمة متألقة في الرسوم الزيتية بالمنطقة".

و بالنسبة للفنانة وهيبة ضيف الله التي تحصلت على شهادة الليسانس في اللغة الانجليزية بجامعة "محمد طاهري" و التي تستلهم من الفنان الاسباني الرسام الكبير سلفادور دالي، فان فن الرسم هو ايضا وسيلة معرفة لتاريخ الامم، كما كان الحال بالنسبة للفنانين الجزائريين المرحومين محمد راسم و محمد تمام. 

وبخصوص مشاريعها المستقبلية، قالت الفنانة أنها ترغب في إنتاج أشرطة مصورة حول فن الرسم بالألوان الزيتية للتعريف به للجمهور، بالإضافة إلى تنظيم معارض للوحاتها، ولوهيبة أمنية اخرى غالية على نفسها هي أن تنظم معارض فنية بالمدارس لتعويد التلاميذ على الفن الراقي و لزرع في نفوسهم حب الفن و الثقافة بصفة عامة.

فريدة. س

من نفس القسم الثقافي