الثقافي
سعاد ماسي في رحلة البحث عن أمجاد الماضي
عبر أجدد ألبوم لها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 أكتوبر 2019
قبل أيام، أصدرت سعاد ماسي ألبوماً غنائياً جديداً حمل عنوان “أمنية”، وهو الألبوم الرسمي السابع في مسيرة المغنية الجزائرية التي شارفت على عامها العشرين. يضم العمل 10 أغانٍ، اختلطت فيها اللغة ما بين الجزائرية المحكية واللغة الفرنسية، بالإضافة إلى أغنية “سلام” التي غنتها ماسي باللهجة المصرية المحكية.
في الألبوم الجديد، استطاعت ماسي أن تستعيد توازنها الفني، وأن تخرج من كبوة ألبوم “المتكلمون”، الذي أصدرته عام 2017، الذي عجزت فيه عن استثمار تاريخ الشعر العربي في إنتاج ألبوم متقن.
هكذا عادت بألبومها الأخير إلى أسلوبها القديم، وبالتحديد إلى ستايل ألبوم “الراوي” (2001). وهو الإنتاج الذي رسمت به هويتها الفنية الفريدة، باستخدام الجزائرية المحكية وبالارتكاز على الآلات الوترية بشكل رئيسي، والتوليف ما بين الموسيقى الشرقية والغربية، بالإضافة إلى الإيقاعات الغربية والشرقية الحيّة، من خلال استخدام الدرامز والدف الشرقي، والابتعاد الكامل عن آلات المفاتيح والموسيقى الإلكترونية.
ملامح “الراوي” في الألبوم الجديد لا تقتصر على شكل التوزيع الموسيقي الوتري والإيقاعات المنخفضة التي تستخدمها ماسي لإبراز جماليات صوتها، بل إنه يمتد إلى تقمص ماسي لشخصية الراوي بأغنياتها الجديدة، لتبدو العديد من أغاني الألبوم وكأنها حكايات لشخصيات متعددة تقوم ماسي (الراوي) بسردها.
والقاسم المشترك بين جميع أغاني الألبوم، سواء تلك التي تسرد فيها ماسي قصصاً بطريقة الرواة، أو تلك التي تتغنى بها بحالات عاطفية وشعورية محددة، هي أنها تتبنى وجهة نظر الضحية؛ ويبدو ذلك واضحاً بالأغنية الافتتاحية للألبوم “أمنية”، التي تحمل اسم الألبوم، والتي تقول ماسي في مطلعها: “حطيت ليك يدي ضربتني بموس، وأنا اللي كنت خارجة من حرب”.
وقد لا تكون أيّ من أغاني الألبوم قادرة على مضاهاة جمالية بعض أغاني سعاد ماسي الخالدة، التي غنتها في العقد الأول من الألفية الجديدة، مثل: “الراوي” و”غير أنت” و”حياتي”، ولكن جميع الأغاني التي يضمها الألبوم الجديد ذات مستوى عالٍ في الموسيقى والأداء.
فريدة. س