الثقافي

"في الإسلام الثقافي": خيط عربي ناظم

لا يزال الكاتب المغربي بنسالم حمّيش يراوح بين شكل كتابة وآخر، فبعد أن كانت آخر إصداراته مجموعة شعرية بعنوان "الحبّ ذو الحرث والريحان" (2013)، وقبلها تواترت أعماله الروائية، ها هو يعود إلى مربّع اختصاصه الأوّل-الفكر- بإصداره مؤخراً كتاب "في الإسلام الثقافي" (الدار المصرية اللبنانية).

يبدو أن حمّيش يعتمد على مقاربة سيريّة من أجل رسم صورة هذا "الإسلام الثقافي"، فهو يسعى في عمله إلى إيجاد خيط ناظم بين أعلام الثقافة العربية الإسلامية الذين نتعرّف عليهم من خلال فصول الكتاب مثل "أبو حنيفة وأنسنة الفقه الإسلامي"، و"تجربة الوجود والكتابة عند التوحيدي"، و"ابن رشد وشوق المعرفة"، و"في سيرة ابن خلدون المغربي". يلاحظ هنا أن هذه الأسماء كانت حاضرة في مؤلفات سابقة لحمّيش مثل "عن سيرتي ابن بطوطة وابن خلدون" أو رواية "العلامة" وبدرجة أقل في كتاب "التشكلات الأيديولوجية في الإسلام" أو "كتاب الجرح والحكمة".

في تقديم الكتاب، نقرأ "أننا مع الثقافة في تاريخ الإسلام (أو الإسلام الثقافي) نكون إجمالاً في أجواء وسياقات ذات طبائع ووظائف مغايرة للإسلام السياسي، إذ يغلب عليها التوجّه النقدي وإعمال الفكر المعمَّقِ النيّر وتوخّي الإبداع الرافعِ المطوّر، بعيداً عن بداوة الفكر، ذهنيةً وحساسيةً وإدراكاً".

إضافة إلى ذلك، يضمّ الكتاب ترجمة لنصوص فكرية لفلاسفة غربيين مثل هيغل ونيتشه وكانط، وأخرى لدارسين وباحثين تقاطعوا مع موضوع الكتاب حيث تناولوا الجانب الثقافي من الإسلام كظاهرة حضارية. في مقدّمته، يعزو حميش ترجمة هذه النصوص إلى أنها نظرت إلى الثقافة الإسلامية "ليس فقط من باب الإعجاب والتنويه، وإنما أساساً للتحليل وحسن الإدراك وحس الإنصاف".

من نفس القسم الثقافي