الثقافي
الراي الجزائري وألوان موسيقية من المغرب العربي والخليج تغيب عن "مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية"
هو أمرٌ لن يُبرز حتماً تعدّد الموسيقى العربية وثراءها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 أكتوبر 2019
في دورته المقبلة التي تُقام بين الأول والثاني عشر من نوفمبر المقبل، لا يبدو "مهرجان ومؤتمر الموسيقي العربية" منشغلاً بالأسئلةٍ الملحّة حول واقع الغناء والموسيقى العربيّين بقدر انشغاله ببرمجة أكبر عددٍ مِن الحفلات التي يُقدّم معظمَها مغنّون معروفون يؤدّون ذلك النوع من الأغاني الخفيفة الرائجة اليوم.
يزدحم برنامج الدورة الثامنة والعشرين من التظاهرة بقاربة 37 حفلاً يُقدّمها 92 فنّاناً و22 فرقةً موسيقية، من سبع بلدان عربية، في ستّة مسارح أوبرا بكلّ من القاهرة والإسكندرية ودمنهور، إلى جانب تكريم 12 شخصيةً "ساهمت في إثراء الساحة الفنية في مصر والبلاد العربية"، بحسب المنظّمين.
وإضافةً إلى المغنّي المصري محمد منير الذي يقدّم حفل الافتتاح، يحضر في الدورة الجديدة فنّانون من مصر ولبنان والعراق والأردن والمغرب وسورية وعُمان؛ من بينهم: مروان خوري ووائل جسّار وعاصي الحلّاني وأصالة نصري وفايا يونان ونداء شرارة وهمام إبراهيم وفؤاد زبادي وعلي الحجّار ومحمد الحلو وريهام عبد الحكيم ومحمد الشرنوبي.
وإلى جانب الملاحظة الأولى التي تتمثّل في تفضيل ما يُسمّون بـ "النجوم"، والذين يُعتَبرون ضيوفاً قارّين على المهرجانات الفضائية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية، يُمكن أن نُلاحظ أيضاً توجُّهاً إلى تغليبٍ لون موسيقي معيّن، بينما تغيب ألوانٌ كثيرة من بلدان الخليج والمغرب العربي، وحتى من البلدان المشاركة نفسها، وهو أمرٌ لن يُبرز حتماً تعدّد الموسيقى العربية وثراءها.
تبدو هذه الخيارات وقد غلّبت الجانب الاستهلاكي والبُعد التجاري، خصوصاً حين نعلم أنَّ قيمةَ تذاكر الحفلات حُدّدت بمبلغٍ يتراوح بين خمسمئة وألف جُنيه مصري، وهي أسعارٌ تبدو، بالنظر إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطن المصري، مرتفعةً جدّاً، أو "مُبالَغاً فيها" كما نقرأ في بعض التعليقات على صفحات المهرجان في مواقع التواصل الاجتماعي.
إلى جانب العروض الموسيقية، تُقام، على هامش التظاهرة، ثلاث مسابقات؛ الأولى خاصّة بالعزف المنفرد على آلات التخت الشرقي لمن هم دون خمسة وثلاثين عاماً، بينما تُخصّص الأخريان للغناء، كما يُنظَّم معرضان للخط العربي.
أمّا "مؤتمر الموسيقى العربية"، الذي يُقام تحت عنوان "الموسيقى والمجتمع في العالم العربي"، فيشارك فيه 45 باحثاً من 15 بلداً، يناقشون ثلاثة محاور هي: "جدلية العلاقة بين الشباب العربي وتراثه الموسيقي"، و"الموسيقى والطفل العربي بين الماضي والحاضر"، و"أثر الحراك المجتمعي على إبداع المرأة في الموسيقى".
مريم. ع