الثقافي
السياسة الاستعمارية لفصل الصحراء الجزائرية عن باقي أجزاء الوطن في صميم نقاش بورقلة
خلال ندوة تاريخية حول مجازر 17 أكتوبر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 18 أكتوبر 2019
تناول مشاركون في أشغال ندوة تاريخية بورقلة جوانب مختلفة من سياسة فرنسا الإستعمارية ومخططاتها لفصل الصحراء عن باقي أجزاء الوطن, وموقف ثورة التحرير من هذه القضية.
وخلال هذا اللقاء الذي نظم في إطار الاحتفالات بيوم الهجرة المخلدة لمجازر 17 أكتوبر 1961, تطرق المؤرخ وأستاذ بجامعة الجزائر-2, صابر شريف خالد, في مداخلته إلى سياسة السلطات الإستعمارية في الصحراء الجزائرية من خلال التنظيم المشترك للمناطق الصحراوية التي استحدث في يناير 1957, وذلك بهدف استغلال الثروات الطبيعية في الجنوب الجزائري.
وذكر المحاضر أن الإهتمام الأوروبي والفرنسي خاصة بهذه المنطقة على الصعيدين الإقتصادي بل وحتى العسكري بالعمق الإفريقي مرورا بالصحراء الجزائرية يعود تاريخه إلى منتصف القرن التاسع عشر, مؤكدا أن هذا الإهتمام تضاعف كثيرا, سيما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية واكتشاف النفط في هذه المنطقة, فضلا عن دخول فرنسا إلى حظيرة الدول التي تملك السلاح النووي.
ومن جانبه, تطرق الأستاذ محمد سعيد بوبكر, (جامعة غرداية) في مداخلته إلى استراتيجية حرب التحرير في الصحراء الجزائرية, علاوة على مساهمة السكان المحليين في هذه الحرب, مبرزا في ذات السياق الدور الكبير الذي أدته المناطق الحدودية خاصة مع دولتي مالي والنيجر اللتان تعتبران قواعد خلفية للمجاهدين.
كما أكد المحاضر من جهة أخرى أن مظاهرات 27 فبراير 1962 بورقلة التي عبر من خلالها الشعب عن إرادته في المحافظة على الوحدة الوطنية ورفضه القاطع للسياسة الإستعمارية الهادفة إلى تقسيم الجزائر, وفرت سندا قويا للوفد الجزائري في مفاوضات إيفيان.
وفي هذا الصدد, أبرز الأستاذ محمد سعيد عقيب (جامعة الوادي) أهمية ملف الصحراء الجزائرية في اتفاقيات إيفيان التي تعد المحطة الأخيرة من نضال الجزائريين الشرعي من أجل نيل استقلالهم.
وخلال مداخلته التي ألقاها نيابة عن قائد الناحية العسكرية الرابعة, أكد نائب قائد ذات الناحية اللواء براكني محمد الطيب على الأهمية التي يكتسيها هذا اللقاء الذي شارك فيه مؤرخون وباحثون وأكاديميون وأشرفت على تنظيمه المديرية الجهوية للإيصال والإعلام والتوجيه للناحية العسكرية الرابعة ( ن-ع-4-ورقلة) ضمن المخطط السنوي 2019-2020, سيما من خلال إبراز مساهمة سكان مناطق جنوب الوطن في المحافظة على الوحدة الوطنية وإجهاض كل مخططات فرنسا الإستعمارية.
فريدة. س