محلي
المؤسسات الاستشفائية تحولت لبؤر لانتشار الأمراض؟!
بسبب تجاوزات في مجال الوقاية والنظافة، مسيرو مستشفيات بالعاصمة يعترفون:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 أكتوبر 2019
دعا خبراء ومسؤولون في مجال الصحة العمومية المؤسسات الاستشفائية "للاستثمار أكثر" في اقتناء المواد المطهرة والمعقمة للتجهيزات لتفادي تعرض المرضى والعاملين بهذه المؤسسات الى الإصابة بالجراثيم المنتشرة بالوسط الاستشفائي، مبرزين أهمية النظافة واحترام الاجراءات المنصوص عليها في هذا المجال لمواجهة هذه الظاهرة التي تهدد الصحة العمومية.
أشار الأستاذ عبد الكريم سوكحال خبير في علم الأوبئة في حديث لوأج أن "عدم احترام نظافة اليدين -التي وصفها بالناقل الرئيسي للجراثيم والبكتيريا -من طرف مستخدمي الصحة يعرض المرضى الى الإصابة بها بالوسط الاستشفائي"، مشيرا على سبيل المثال الى مستشفى بولوغين بالعاصمة توفي به عدة مرضى خلال السنوات الأخيرة نتيجة تعرضهم الى هذه الإصابات. وقد اثبتت التحاليل التي اجراها معهد باستور حول الجراثيم والبكتيريا المنتشرة بالوسط الاستشفائي -كما اضاف-" بأن ثلثها قاتل ومقاوم لكل انواع المضادات الحيوية مما يعرض صحة المرضى للخطر". ووصف بالمناسبة وضعية النظافة بالمؤسسات الاستشفائية الوطنية ب "الكارثية" مؤكدا في هذا الإطار بأنه بالرغم من حرصه الدائم كخبير على النظافة بهذه الأوساط ومشاركته في سن كل التعليمات والنصوص المتعلقة بهذا الجانب إلا انه تعرض شخصيا الى هذه الإصابة بإحدى مصالح المؤسسات الاستشفائية الجامعية بالعاصمة الزمته المتابعة الطبية المركزة والعلاج الدقيق. بدوره، حذر رئيس الجمعية الجزائرية لمكافحة الأمراض المعدية الأستاذ اسماعيل مصباح وهو مدير سابق للوقاية بوزارة الصحة من هذه الظاهرة التي تهدد الصحة العمومية، ودعا مستخدمي القطاع الى "احترام قواعد النظافة وبرتوكولات العلاج والبيئة الاستشفائية مع تعزيز حملات التوعية والتكوين وتجنيد الوسائل اللازمة لذلك للحد من انتشار الظاهرة".
وبعد ان اشار الى أن المصالح الاستشفائية بالجزائر تفرز يوميا بين 54 الى 85 طن من النفايات اي ما يعادل 20 ألف الى 31 ألف طن سنويا تزيد من خطورة التعرض الى الإصابة بالجراثيم بالوسط الاستشفائي، أكد في هذا الإطار "بأنه لو احترمت الجزائر الالتزامات التي تعهدت بها لدى التحالف العالمي لمنظمة الصحة العالمية لسنة 2013 لما تفاقم الوضع المتربط بانتشار هذه الجراثيم". واعترف مدير المؤسسة الاستشفائية الجامعية لدويرة بضواحي العاصمة مصطفى حمامو من جانبه بـ "انتشار الجراثيم بالمؤسسة وتعرض المرضى الى ذلك سيما بمصلحتي الحروق وجراحة العظام" مبرزا أن المؤسسة اتخذت اجراءات صارمة وسطرت استراتيجية جديدة للوقاية من هذه الجراثيم خاصة بالمصالح الأكثر عرضة.
أيمن. ف