الثقافي

"الفن الإسلامي في الصين": في البدء كان المسجد

"الفن الإسلامي في الصين" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "برنامج دراسات الحضارة الإسلامية" في "مكتبة الإسكندرية" بالتعاون مع "دار بيت الحكمة" في بكين من تأليف يانغ قويبينغ وترجمة أحمد أمين، والذي يعود إلى بدايات القرن الثاني عشر حيث بدأ التأثر في الثقافة الإسلامية في عدد من المدن الصينية.يشير المؤلّف في تقديمه إلى بدايات دخول الإسلام إلى الصين عبر البعثات التجاربة والدبلوماسية وكيف انتشر على السواحل ثم إلى المناطق الداخلية، وكانت الشعائر الدينية هي التعبير الأول الذي تجسّد في بناء الجوامع، وهو ما يرويه الفصل الأول "فن عمارة وزخرفة المساجد".

يتناول هذا الفصل المساجد الأقدم ممثلّة بأربعة هي: مسجد قوانغتا في قواتغتشو، ومسجد تشينغجينغ ومقبرة لينغشان المقدسة في مدينة تشِوانتشو التابعة لمقاطعة فوجيان، ومسجد العنقاء ومقبرة هوي هوي في هانغتشو، ومسجد شيانخة ومقبرة بهاء الدين في يانغتشو.

كما يستعرض المساجد في شمال الصين والمنطقة الجنوبية لنهر اليانغتسي؛ مثل مسجدي نيوجيه ودونغشي في بكين، ومسجد جينغجيويه في نانجينغ، ومسجد هواجيويه شيانغ في شيآن، والمساجد الموجودة في جنيان وجينينغ في إقليم شاندونغ، ويتطرق أيضاً إلى المساجد في قانسو، ونينغشيا، وتشينغهاي، ومنغوليا الداخلية؛ مثل مسجد شيقوان في لانتشو، ومسجد تونغشين في نينغشيا، ومسجد دونغقوان في شينينغ، ومسجدا هوخهاوته وباوتو.

يدرس قويبينغ التنوّع الثقافي في منطقة شينجيانغ التي تقع على حدود شمال غرب الصين، وتعتبر البوابة المنفتحة على العالم الخارجي، حيث تعيش فيها أكثر من أربعين مجموعةٍ عرقية مثل الويغور، والكازاخ، والهوي، والأوزبك، والقيرغيز، والطاجيك، والتتار، وقد اتخذ هؤلاء جميعاً الإسلام ديناً لهم، لكن تبرز الاختلافات في طرق بناء المساجد وهندستها بين مجموعة وأخرى.

أما الفصل الثاني فيحمل عنوان "عمارة الخانقاه، والقبة، والمزار، والضريح"، ويوضّح التأثيرات سواء الوافدة أو المحلية التي تعرّضت لها العناصر المعمارية الصينية في العصر الإسلامي، ويذهب الفصل الثالث والأخير إلى تقديم نماذج من فن الخط، والمخطوطات الدينية، والخزف، مع شرحٍ لتطور العناصر الفنية والزخرفيةِ على التحف والآثار المعمارية، مع خاتمة تتضمّن تسلسلاً زمنياً لأبرز المحطّات التاريخية حتى تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949.

من نفس القسم الثقافي