الثقافي

دليل جان غروندان إلى قارئ بول ريكور

عن دار "الكتاب الجديد" في بيروت، وضمن سلسلة "نصوص"، تصدر قريباً ترجمة لكتاب "بول ريكور" للفيلسوف الكندي جان غروندان (1955)، وقد نقله إلى العربية الكاتب وأستاذ الفلسفة جورج زيناتي.

في الكتاب، يعود غروندان إلى الفيلسوف الفرنسي بول ريكور (1913 - 2005)، الذي يُعتبر أحد أبرز الفلاسفة المعاصرين وأكثرهم قراءة على مستوى العالم، والذي أثّرت أفكاره بشكل عميق على مختلف العلوم الإنسانية، بوصفه من أكثر المنظّرين حدّة ودقّة، حتى في علوم الدين اليوم فإن الثيولوجيين المسيحيين يدينون له بالكثير، وهو الذي درّس مادة الإلهيات في "جامعة شيكاغو".

كان كلّ كتاب من كتب ريكور يتناول موضوعاً مألوفاً، لكنه يخوض فيه من زاوية جديدة تماماً، وبمرجعية جديدة أيضاً وحيوية، يبدو معها الموضوع كما لو أنه يُطرق لأول مرة، لذلك يوصف إنتاجه الثقافي بالغنى والتعقيد؛ حيث ليس من السهل الإمساك بخيط واحد ومتابعته عند قراءة ريكور.

في كتاب غروندان تقديم لهذه التعدّدية الريكورية والتي يراها الكاتب ضرورية لأسئلة التأويل، لذلك فإن هذا الكتاب مدخلاً جيداً وشاملاً لمن يريد معرفة ريكور ومنهجيته في فهم الذات وسؤال "من أنا". يمكن القول إن "بول ريكور" لـ غروندان بمثابة دليل للقارئ يرشده إلى مناطق الغنى في فكر أحد أبرز فلاسفة القرن العشرين.

لكن هذا لا يعني أن غروندان لم ينتقد ريكور، بل إنه فنّد المنطق الدفاعي للهرمينوطيقا الريكورية التي كانت يعتر أنها سلبية إلى حد ما إذا ما قورنت بتلك التي قدّمها هايدغر وغادامير بحسب الفيلسوف الكندي كما أنه يأخذ عليه الانشغال بإشكالية المنهج والطريق الطويل الذي يأخذه لتأسيس الهيرمونوطيقا الخاصة به.

يذكر أن ريكور ولد في كالنسي ودرس الفلسفة في "السوربون"، ثم شغل لسنوات منصب عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في "جامعة باريس الخاصة" (تانتير) كما كان الأستاذ المساعد في "جامعة ورويك".

من أبرز أعماله: "الحرية والطبيعة و"رؤية الشر" اللذين صدرا في عام 1950، و"الإنسان الخطاء"(1960)، و"فرويد والفلسفة" (1965)، و"صراع التأويلات" (1968)، و"الاستعارة الحية" (1975)، و"نظرية التأويل" (1978)، و"الزمان والسرد" (1983- 1985)، و"محاضرات في الأيديولوجيا واليوتوبيا"، و"من النص إلى الفعل" صدرا في عام 1988.

أما جان غروندان فقد وضع عدّة كتب عن الفلاسفة، فكتب عن كانظ وألف سيرة أستاذه هانز جورج غادامير وجاد دريدا وجان لوك ماريون وقدّم عّدة أوراق في المثالية الألمانية.

من نفس القسم الثقافي