الثقافي

عرض الفيلم الوثائقي "نار" لمريم عاشور بوعكاز في سنيماتيك بجاية

ضمن فعاليات الطبعة الـ 17 للقاءات السنيمائية

نال الفيلم الوثائقي الجديد "نار" لمريم عاشور بوعكاز الذي تم عرضه مساء امس أول بمتحف سنيما (سنيماتيك) ولاية بجاية اعجاب الجمهور خاصة بنوعية هذا العمل الفني حيث وقف في اخر العرض ليصفق له مطولا، و تم عرض هذا الفيلم الوثائقي في اطار الطبعة الـ17 للقاءات السينمائية لبجاية.

و تعبيرا عن تأثرها الشديد بالترحيب الذي ناله فيلمها، صرحت مريم عاشور بوعكاز قائلة "شكرا شكرا و الف شكر، حقيقة لم اكن ارتقب ان ينال عملي مثل هذا الاستقبال و الترحيب" قبل ان تجيب على اسئلة الجمهور الحاضر و يفتح نقاش حول الفيلم سمح بمعرفة اسباب نجاحه.

و تفاعل الجمهور الحاضر كثيرا مع قوة الشهادات المستقاة و نوعيتها و كذا سدادتها التي فسرت دون تصنع هذه الافعال (الانتحار حرقا) و اسبابها و المعاناة العائلية الناجمة عنها، دون ان تقدم دروسا و لا ان تعتمد اسلوب السرد، اعطت بوعكاز الذي كان ظهورها محتشما في الفيلم الحرية المطلقة لمتحدثيها لاسيما الناجين من محاولات الانتحار حرقا و اقارب الضحايا المتوفين حتى يعبروا عن معاناتهم و ماساتهم و كانت شهاداتهم قوية و مؤثرة لدرجة تقشعر لها الابدان.

و يتطرق الفيلم الى احدى الحالات لشاب في جيجل انتحر حرقا سنة 2004 وسط مكان عام بقيت صورة انتحاره عالقة في الاذهان و انطلقت اثر هذه الحادثة اعمال شغب. و بعدها، زاد الوضع تعقدا، و لم يقدم الفيلم الوثائقي احصائيات حول هذه الظاهرة لكنه صور بعض الناجين منها بمنطقة قسنطينة الذين اشاروا جميعهم الى صعوبة الظروف المعيشية التي كانوا يمرون بها آنذاك، و كان رب عائلة و هو اب لابنة معاقة قد مر بهذه التجربة الاليمة حيث القى البنزين على جسده و جسد ابنته قبل ان يشعل ولاعته في بهو وكالة بنكية.

و كانت عملية انقاذه من قبل الزبائن المتواجدين بالبنك معجزة. و صرح بعدها متاثرا "كنت دون عمل و لا سكن و لي ابنة مقعدة لا يمكنني التكفل بها، كنت اعاني الكثير" مضيفا انه حصوله فيما بعد على سكن "اعاد الامل اليه". و اضاف مبتسما "و كاني ولدت من جديد".

و استطاع هذا الرجل النجاة هو و اخرون غير ان العديد من الشباب يعانون من ظروف معيشة قاسية مماثلة لا يزالوا يقاسون الويلات لانه لا مستقبل و افاق امامهم و لا يزالون رهينة للبطالة و الفقر، لا يكسرون الرتابة التي تسود حياتهم الا بالجلوس في المقاهي او بالذهاب الى الملاعب و لا يحلمون الا بالحرقة (الهجرة السرية) التي تعد شكلا اخر من اشكال الانتحار، و تاسفت المخرجة تقول ان هذا الفيلم البليغ الذي يطلق صرخة غضب على المعاناة المستمرة للشباب و كذا الصمت الرهيب السائد حول هذه الظاهرة التي باتت "امرا عاديا و مالوفا" يعد بمثابة عرض لمسلسل من الاحداث المتفرقة بينما ان "اختيار هذه الموت و الطرق المؤدية لها تعد اشكال عنف شديد و قاس".

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي