محلي

أزمة نقل بالمدن الكبرى بسبب توقف الحافلات "البرتقالية" عن العمل

إيتوزا لم تتمكن من سد العجز والناقلون الخواص يسترجعون زبائنهم

عرفت، أمس، المدن الكبرى، منها العاصمة، أزمة نقل خانقة بسبب توقف الحافلات التابعة لمجمع طحكوت عن العمل، والتي كانت تربطها اتفاقية مع مؤسسة إيتوزا، وهو الأمر الذي أسفر عن تراجع كبير في وسائل النقل التي تضمن الخدمة، خاصة في مناطق كانت تسيطر فيها حافلات طحكوت على الخطوط بصفة حصرية، وهو ما جعل الجزائريين يعانون أول أيام الأسبوع.

كما كان متوقعا، فإن انتهاء عقد مجمع طحكوت مع مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري إيتوزا قد خلق أزمة نقل حقيقية عبر المدن الكبرى وعلى رأسها العاصمة، حيث لم يجد الجزائريون، أمس، وسيلة نقل تضمن لهم الالتحاق بمناصب عملهم، وعرفت محطات النقل عبر أغلب بلديات الوطن اكتظاظا رهيبا، حيث لم تتمكن حافلات إيتوزا التي تم تسخيرها عوض حافلات طحكوت المتوقفة من سد العجز. وقد ظهر المشكل الأكبر في البلديات والمناطق التي كانت تسيطر عليها حافلات طحكوت حصرا، على غرار المدينة الجديدة لسيدي عبد الله والأحياء الجديدة ببئر توتة وأولاد فايت، حيث كانت تنشط بهذه الأخيرة الحافلات التابعة لمجمع طحكوت حصرا، والتي كانت تضمن الخدمة مع غياب شبه تام لحفلات إيتوزا وحتى حافلات الخواص، وهو ما عقد الوضع أكثر بهذه البلديات التي وجد قاطنوها أنفسهم، صباح أول يوم من الأسبوع، دون وسائل نقل تقلهم إلى مناصب عملهم، وهو ما جعلهم يبدون استنكارهم.

من جهتهم، استغل الناقلون الخواص الفرصة من أجل استرجاع زبائنهم، حيث عرفت مختلف الخطوط بالعاصمة وضواحيها حركية غير معهودة للناقلين الخواص الذين انتعش نشاطهم جراء هذه الأزمة. غير أن هؤلاء لم يتمكنوا من تغطية العجز المسجل، خاصة أن أغلب حافلات هؤلاء الناقلين تعد قدرة استيعابها أقل بكثير من حافلات مجمع طحكوت، كما أنها قديمة تعاني الاهتراء. هذا وقد خلقت هذه الأزمة ضغطا على وسائل النقل الأخرى، حيث شهدت محطات الميترو والترامواي وحتى محطات النقل بالسكة الحديدية اكتظاظا كبيرا، حيث تمكن المحظوظون والذين توجد مناصب شغلهم ضمن المناطق التي تغطيها خدمة وسائل النقل هذه من الوصول إلى مقرات عملهم، في حين أمضى مواطنون آخرون نصف يوم فقط بحثا عن وسائل نقل للالتحاق بمقرات عملهم في المناطق التي لا تصل إليها خدمات الميترو والترامواي.

من جهتها، كانت مؤسسة إيتوزا قد سبق وأعلنت وقف العمل بالعقد المبرم مع مؤسسة "طحكوت" للنقل البري، وذلك ابتداءً من يوم أمس، حيث تم تعليق العمل بالعقد المبرم بينها وبين المؤسسة. وبررت "إيتوزا" قرارها تعليق العقد، بعجزها عن دفع مستحقات الإيجار لفائدة شركة محي الدين طحكوت المحبوس بسجن الحراش مع توفير أسطول من حافلات إيتوزا من أجل تغطية العجز المسجل. علما أن تعليق العمل بالعقد المبرم بين طحكوت و"إيتوزا" يعني توقف ألف حافلة عن العمل كانت تنشط ضمن أسطول حافلات "إيتوزا".

س. زموش

 

من نفس القسم محلي