الثقافي
"العرب والكرد": هواجس ومصالح مشتركة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 سبتمبر 2019
مع أفول الدولة العثمانية في العقد الثاني من القرن الماضي، كانت خرائط القوى الاستعمارية، وتحديداً بريطانيا وفرنسا، تثبت في تقسيم المنطقة دولة كردية إلى جانب الدول العربية حديثة الناشئة، لكن عوامل لاحقة قادت إلى تشكّل الخريطة من دون وطن قومي للكرد الذين ستشهد علاقاتهم توتراً في مناطق وجودهم في العراق وسورية وتركيا وإيران.
في نيسان/ أبريل 2017، عقد "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" مؤتمراً في الدوحة لتناول التكون التاريخي للمسألة الكردية في المشرق العربي، والمسألة الكردية في محيطيها العربي والإقليمي، والهواجس الثقافية المتأتية من العلاقات العربية – الكردية، شهد مقاربات معمّقة ونقدية حول القضية، لتصدر حديثاً مختارات من بحوثه في كتاب "العرب والكرد: المصالح والمخاوف والمشتركات" الذي يضمّ اثنتي عشر ورقة.يحتوي القسم الأول، "التكون التاريخي للمسألة الكردية في المشرق العربي"، خمسة فصول. في الفصل الأول، "العلاقات الكردية - العربية (1891-1918): دراسة تاريخية"، يقول هوكر طاهر توفيق فيه إنّ الكرد لم يكونوا مشكلة بالنسبة إلى العرب، وإنّ العرب لم يكونوا مشكلة بالنسبة إلى الكرد، بالنظر إلى أن بلاد كلّ منهما كانت خاضعة للدولة العثمانية التي كانت تضطهد القوميات كلها.
في الفصل الثاني، "الثابت والمتغير في الموقف القومي الكردي تجاه السلطة العربية في بغداد خلال العهد الملكي (1921-1958)"، يحلل سعد بشير إسكندر الخطاب السياسي لتيارين داخل الحركة القومية الكردية: التيار السلمي – البرلماني، والتيار الحزبي المنظم.
يبحث الناصر دريد سعيد في الفصل الثالث "دور القمع السلطوي في بروز الهوية الكردية في العراق (1921 - 1991)" ظاهرة بروز الهوية الانفصالية لدى الإثنية الكردية في العراق خلال سبعين عاماً من عمر الدولة العراقية.
كما يدرس شيرزاد زكريا محمد عمر في الفصل الرابع "مبادرات الدولة العراقية لحل المسألة الكردية: دراسة تاريخية في بيان 29 حزيران/ يونيو 1966"، الوسائل السلمية لحل المسألة الكردية، ويؤكد أنها لم تأتِ إلا بعد فشل الجيش العراقي في قمع الانتفاضة الكردية.
في حين يتناول شمس الدين الكيلاني في الفصل الخامس، "نظرة النخب السياسية السورية إلى المسألة الكردية"، توجهات النخب والأحزاب السورية ومواقفها في مسار الدولة السورية الحديثة منذ الاستقلال حتى ثورة آذار/ مارس 2011.
يضم القسم الثاني، "المسألة الكردية في المحيط العربي والإقليمي"، خمسة فصول. في الفصل السادس، "العلاقات بين القوى الشيعية والكردية في العراق: حدود القراءة ’المكوناتية‘"، وفيه يرفض حارث حسن اختزال المعادلة السياسية في العراق في صراع كردي - سنّي – شيعي.
في الفصل السابع "الكونفدرالية والتكامل بعد فشل النظام التوافقي في العراق إثر عام 2003: نحو رؤية جديدة للقضية الكردية"، يناقش عبد الحكيم خسرو جوزل المقاربة الجديدة للقوى السياسية الكردية المتمثلة بالكونفدرالية التي أصبحت بمنزلة نقطة التقاء بين أغلب القوى الكردية في العراق وسورية.
ويسعى مهند إبراهيم الكاطع في الفصل الثامن، "الحركة الكردية في المجال العربي: أكراد سورية أنموذجاً"، إلى الإجابة عن التساؤلات التي تبحث في ماهية الحركة السياسية الكردية في سورية وأقسامها ومرجعياتها والعوامل المؤثرة في خطابها في المجال العربي، وأشكال الدعم الذي تقدّمه لها بعض الأنظمة العربية.
وفي الفصل التاسع، "النظام الإقليمي الخليجي وأثره في العلاقات العربية - الكردية: إقليم كردستان العراق نموذجاً"، يناقش جوتيار عادل عقراوي تأثّر الفاعلين الإقليميين الخليجيين تجاه المسألة الكردية في العراق، مستخدماً المنهج الوصفي التحليلي، والمنهج التاريخي، وتحليل مستوى النظم الإقليمية.