الثقافي

"يوميات الكونتيسة صوفيا تولستايا": الحياة مع تولستوي

"يوميات الكونتيسة صوفيا تولستايا" عنوان الكتاب الذي صدرت ترجمته عن "دار المدى" متضمّناً سيرة حياة زوجة الروائي الروسي ليف تولستوي (1828-1910)، وقد نقله إلى العربية المترجم العراقي عبد الله حبه.

يشير المترجم في تقديمه إلى أنه "أراد أن يُطلع القارئ العربي على الظروف العائلية، التي رافقت الكاتب في درب الإبداع الشاق، والتي أثّرت بلا ريب في عمله لدى كتابة روائع مؤلفاته مثل "الحرب والسلام"، و"أنا كارينينا"، و"البعث"، و"حجي مراد" وغيرها، حيث مثلّت زوجته وأبناؤه خير دعم له".

وكتبت صوفيا أندرييفنا عام 1913 بعد وفاة الكاتب بفترة وجيزة قائلة: "ليسامح الناس تلك المرأة التي ربما كانت عاجزة، منذ أعوام الشباب، عن أن تحمل على كتفيها الضعيفتين تلك المهمة الرفيعة: أن تكون زوجة رجل عبقري وإنسان عظيم"، بحسب حبه.

تثير المذكرات المزيد من التساؤلات حول شخصية صاحب "الحرب والسلم"، إذ يشير المترجم في مقال سابق إلى أن الكونتیسة صوفیا قالت مرّة: "إنني عشت ثمانیة وأربعین عاماً مع لیف نیقولایفتش، دون أن أعرف أي إنسان ھو"، في معرض تفسير الأسباب الغامضة التي أدت إلى هروبه من البيت والعثور عليه ميتاً بعد أيام.

ولم يكن هذا هو الهروب الأول في حياة تولستوي؛ إذ هرب أول مرة من "جامعة قازان" عام 1847 دون أن يكمل دراسته في كلية الحقوق، ثم هرب في خريف عام 1848 من بلدته ياسنايا بوليانا إلى موسكو حيث عاش حياة عابثة، وتكرّر الأمر أكثر من مرة في فترات لاحقة.

تتناقض الروايات حول علاقته بزوجته، إذ تشير بعضها إلى رفضها الدائم أن يقابل الناس الذين كانوا يأتون إلى زيارته مؤيدين أفكاره ضد ظلم السلطة وغياب العدالة الاجتماعية، وكذلك حول تمسّكها بحقوق مؤلّفاته خلافاً لمريديه، لكنه يكتب في رسالة عام 1862 إلى عمته تاتیانا یرغولسكایا التي تولّت تربيته يصف زوجته بأنها "وديعة وطيبة ومحبة"، وفي رسائل إلى المقربین بعد زواجه يشير إلى "الجنة العائلیة" التي یعیش فیھا.

یشیر باحثون إلى أن العلاقة بین الزوجين لم تتأثر بالرغم من كثرة الخلافات بينهما، وكان يبدي غيرته عندما تُظهر زوجته الاھتمام بأي رجل كما حدث لدى رغبتھا في سماع موسیقى الملحن تانییف، فطلب منھا عدم استقبال أو تبادل الرسائل معه.

يُذكر أن صوفيا أندرييفنا تزوجت الدوق ليف تولستوي عام 1862، وأصبحت تحمل لقب دوقة، وأنجبت منه ثلاثة عشر ولداً، هي ابنة أندريه بيرس، طبيب الأسرة القيصرية، واكتسبت الكثير من العادات الأرستقراطية، وحصلت على تعليم جيد وأجادت ثلاث لغات أجنبية، هي الفرنسية والإنكليزية والألمانية.

من نفس القسم الثقافي