الثقافي

حاتم الصكر: النقد العربي منذ منتصف القرن العشرين

تحت عنوان "نقد الحداثة: قراءات استعادية في الخطاب النقدي وتنويعاته المعاصرة"، صدر مؤخراً كتاب الناقد العراقي حاتم الصكر في طبعة جديدة ومزيدة عن دار "أروقة"، بعد أن صدر سابقاً عن دار "ضفاف".

يضم الكتاب مراجعة للتجارب النقدية العربية والمنهجيات الحديثة فيها، وأهم الأسماء التي أثرت المشهد النقدي في القرن العشرين وحتى الآن، متنقلاً من تجارب بدأت في العراق خلال النصف الأول من القرن العشرين وصولاً إلى تجارب معاصرة تمارس النقد الثقافي اليوم.

في مقدمة الكتاب، يقول الصكر: "أردت أن يكون عنوان كتابي (نقد الحداثة) ليستبق القراءة، ويوجّهها صوب معاينة المدوّنات النقدية في موجاتها المتتابعة: النهضة والتجديد ثم التحديث، ولم تتوقف الدراسات عند الانحياز للحداثة بل تعدتها لمناقشة ما كُتب من نقد مضاد لها كتجريم الحداثة وتخوينها وإبطال مشروعها ومفعولها معاً".

يتتبّع الصكر (1945) بدايات التجديد النقدي في الشعر، ويعود إلى تجارب الكاتب العراقي روفائيل بطي (1901 - 1956)، و"مدرسة الديوان"، وتجارب ميخائيل نعيمة، وأبي القاسم الشابي وطه حسين و"وُعّاظ السلاطين" لعلي الوردي.

يقف مؤلّف "بريد بغداد" أيضاً عند كتابات نازك الملائكة، ثم يمتد الكتاب إلى تجارب وكتابات نقدية لـ جبرا إبراهيم جبرا وإحسان عباس وكمال أبو ديب وسعيد يقطين وجابر عصفور وعبد العزيز المقالح وعبد الله الغذامي.

يتناول صاحب "الثمرة المحرمة" و"أقنعة السيرة وتجلياتها" قضايا كان لتجارب النقد العربي صولات وجولات معها، مثل قصيدة النثر، والنقد الثقافي والنقد الأدبي، والرواية وتراجع الشعر.

يرى الصكر أن القراءات الاستعادية للتجارب النقدية "مناسَبة لفحص سياق كتابة النص، وموقعه في الوجود النصي للنوع الذي يندرج فيه، ومدى التعديل الذي أضافه والمهيمنات الفاعلة في إنتاجه وبناه النصية، وعلى مستوى جمالي تسعى القراءة الاستعادية لفحص صداه على الذائقة العامة وتلقّي القراءات المعاصرة له، وبذا يتمدّد التحليل النصي والسياقي ليشمل الجانب الثقافي في عملية القراءة".

ويضيف أن القارئ، بحسب النظريات ما بعد البنيوية ووفق موقعه في التلقّي، هو الطرف الفاعل في وجود النص وإعطائه معناه، مبيناً أنّ كثيراً من تفاصيل حياة النصوص قد صنعتها القراءات السياقية وردود الأفعال والأصداء المتجاوبة مع نداءات النصوص وبرامجها ونياتها.

من نفس القسم الثقافي