محلي

البناءات الفوضوية... الكابوس الذي يؤرق المسؤولين المحليين

نقص الرقابة سمح بعودتها وانتشارها عبر أحياء العاصمة

    • سماسرة يقومون بتشييدها وبيعها للغرباء والمهاجريين الغير شرعيين 

 

لازالت البناءات الفوضوية والتوسعة غير المشروعة تسبب أرقا كبيرا للمسؤولين، وهذا لعودة ظهورها في العديد من بلديات العاصمة في الأشهر القليلة الماضية، بالرغم من الجهود التي تقوم بها مختلف المصالح المعنية بهذا الملف من أجل وضع حد لها، إلا أنها تبقى بعيدة عن الأهداف المسطرة، كون الذين يقفون وراء بعضها هم سماسرة يقومون بالاحتيال على الراغبين في البناء بدون رخصة أو القيام بتوسعات غير مشروعة عن طريق مبالغ مالية في شكل احتيال.

وبالرغم من عمليات الإسكان الكبيرة التي تقوم بها السلطات الولائية والمحلية بالجزائر العاصمة من أجل القضاء على السكنات الفوضوية والبيوت القصديرية إلا أن مشكل السكن لا يزال المطلب الرئيسي للعاصميين وربما كان السبب الرئيسي وراء عودة استغلال أي فرصة للاستلاء على قطعة أرض وتشييد بناء فوضوي عليها بعيدا عن أعين الرقابة.

ولعل أبرز المناطق التي يستغل هؤلاء الفرصة للقيام بهذه العملية نجد بلديات مثل الكاليتوس، برج البحري، براقي، سيدي موسى، دويرة وغيرها من المناطق التي لاتزال فيها مساحات أراضي غير مستغلة، بينما تخضع بلديات أخرى لرقابة شديدة بالنظر لكونها كانت محل أطماع من هؤلاء وتم توقيف البعض منهم وفرض رقابة شديدة هناك كالرغاية، بئر توتة وبرج الكيفان.

ويقول المتابعون لهذا الملف أن عودة الانتشار لبعض البنايات أو محاولة تسييج بعض المساحات من الأراضي التي يطلق عليها "أراضي البايلك"، تعود في إلى نقص الرقابة من طرف الجهات المختصة في الآونة الأخيرة خاصة منذ فيفري الماضي أي مع بداية الحراك الشعبي أين قلّت زيارات المسؤولين بما فيها المحليين والوقوف على أرض الواقع حول ما يحدث في مختلف البلديات عبر إقليم ولاية الجزائر العاصمة، إذ عادة ما كانت الزيارات التفقدية لهؤلاء وراء توقيف عدد من محاولات الاستلاء على الأراضي بطريقة غير مشروع وحدث الأمر أكثر من مرّة في عهد والي الجزائر العاصمة السابق عبد القادر زوخ.

وكانت السلطات المختصة قد حذرت في العديد من المناسبات، بهدم أي سكن لا يملك صاحبة رخصة بناء أو لا يكون سكنه مطابق لرخصة البناء الممنوحة له، إلا أن هذه التحذيرات لم تلقى آذان صاغية، وأكبر شاهد على ذلك الحصيلة المسجلة من قبل شرطة العمران خلال السداسي الأول من هذه السنة، ويتعمد هؤلاء المتورطين في الموضوع إلى استغلال فترات نهاية الأسبوع، للقيام بذلك فهو يعتبر الوقت المثالي بالنسبة إليهم، وهذا لعدم وجود أي رقابة تمنعهم من ذلك أو تطالبهم برخصة البناء.

وقد سجلت المصالح الأمنية المختصة خلال السداسي الأول من العام الحالي 7533 مخالفة متعلقة بالعمران، منها 7262 مخالفة متعلقة بالبناء دون رخصة و271 مخالفة متعلقة بعدم مطابقة البناء للرخصة المسجلة.

سفيان غزال  

 

من نفس القسم محلي