محلي
سلسلة من الحرائق تهدد التوازن البيئي والتنوع البيولوجي بتيبازة
جمعية حماية البيئة تدق ناقوس الخطر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 07 أوت 2019
عرفت ولاية تيبازة العديد من الحرائق التي تسببت في إتلاف هكتارات من أجمل غابات المنطقة, إضافة الى الخسائر التي طالت الحيوانات و هو وضع يهدد التوازن البيئي و التنوع البيولوجي لهذه الولاية الساحلية الساحرة، وحسب محافظة الغابات للولاية فقد تم تسجيل خسائر فادحة في الثروة الغابية و الحيوانية بعديد مناطق خصوصا غرب الولاية تسببت في إتلاف أزيد من 217 هكتارا.
واطلقت دعوات لفتح تحقيق حول أسباب هذه الحرائق التي تأتي على الأخضر و اليابس متسائل. في هذا الشأن يتساءل أحد المواطنين: "هل يعقل ان تندلع 8 حرائق في يوم واحد و في نفس الوقت تقريبا", مشددا على ضرورة تقديم الجناة للعدالة و متهما ما وصفهم ب"عصابات الفحم" مع إقتراب موعد عيد الأضحى.
حيوانات عالقة في غابات ملتهبة, أجسام ضعيفة أمام قوة اللهيب و جحيمها لم تسلم منه الأشجار و الكائنات الحية في صورة بشعة تثير الإشمئزاز, كتب من جهته متأثرا أحد رواد وسائط التواصل الاجتماعي.
و أثارت صورة صادمة لأرنب بري هلك حرقا و هو يحاول الفرار من حريق شب بأحد الغابات نشرتها محافظة الغابات لولاية تيبازة على صفحتها بالموقع الاجتماعي فايسبوك موجة من السخط و التنديد.
و جاء في منشور لمحافظة الغابات للولاية صورة لأرنب بري محترقا و عينيه مفتوحتين في وضع شبه متفحم يحاول الفرار من الحريق و هو يتألم, بهدف تحسيس المواطنين بضرورة المحافظة على الكائنات الحية.
و صاحب المنشور تعليق: "صورة مؤلمة جدا... نرى فيها أرنبا احترق و هو حي. بعد حريق غابات... الأرنب حاول الهروب لكنه لم يستطع للأسف... بالرغم من أن الأرانب حيوانات سريعة, إلا أن النيران أحرقتها".
و تابع منشور محافظة الغابات متأسفا : "فكيف سيكون حال السلاحف و الزواحف و صغار الطيور و الآلاف من الكائنات الحية من نباتات و حيوانات".
و أعربت جل التعليقات حول هذا المنشور الذي إنتشر بقوة و شاركته أغلب صفحات الفايسبوك التى تعنى بالشؤون المحلية لتيبازة عن أسفها و صدمتها لرؤية حيوان ضعيف في تلك الوضعية داعيين إلى تضييق الخناق على ما وصفوه بمافيا العقار.
و وصف أحد المعلقين الصورة بالقول: "إنها الصدمة" و "الكارثة" فيما قال آخرا متأسفا "إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".
و عن دواعي و أهداف نشر صورة صادمة, كشف محافظ الغابات لتيبازة بودينة محفوظ في تصريح لوأج أن مصالحه تسجل سنويا خسائر تعتبر "فادحة" في الثروة الغابية و الحيوانية بسبب الحرائق مهما كانت الحصيلة حتى لو يتعلق الأمر بشجرة واحدة فهي خسارة مبرزا أن العامل البشري يعد السبب الرئيسي في نشوب تلك الحرائق.
لذلك--يواصل محافظ الغابات- درسنا الوضع و قررنا نشر صورة واحدة صادمة لأرنب بري محترق بهدف دفع المواطن للاهتمام أكثر و المحافظة على الثروة الغابية و النظام البيولوجي.
وقال بهذا الخصوص : "الغابات أيضا هي المكان الحيوي لعديد الكائنات الحية التي لها دور رئيسي في التوازن البيئي و التنوع البيولوجي الذي يساهمان بقوة في رفاهية الإنسان للعيش في بيئة طبيعية جميلة و نقية.
من جهته, دق رئيس جمعية حماية المستهلك و بيئته ناقوس الخطر مشددا على ان الوضع لا يطاق و هي جريمة لا يمكن السيطرة عليها دون فهم اسبابها الحقيقية التي بدون شك تدمر الثروة الحيوانية و النباتية و تهدد للحياة الايكولوجية التي تزخر بها الغابات التي تعد الوسط الطبيعي للحيوانات.
موضوع الغابات موضوع "معقد و حساس و خطير"--يتابع السيد بلعباس-- على إعتبار أن كل المؤشرات تؤكد أن الحرائق "مفتعلة و بفعل إجرامي".
هناك حقيقة انه عندما يندلع حريق في غابة فانه يزيد من كثافتها بعد السنوات القليلة القادمة بحيث تنقل السنة اللهب و الرياح البذور الى كل الانحاء كما يلعب الرماد دور السماد شرط ان لا يندلع حريق اخر في السنوات المقبلة لانه بذلك سيقضي على الغابة كليا و لن تعود الا بعد عملية غرس و أضاف في هذا السياق أن جمعية حماية المستهلك و بيئته مهتمة بالموضوع و تتابعه منذ سنوات خاصة بمحمية شنوة أين وقفت على واقع يؤكد تورط أصحاب الأراضي الغابية الذين--حسبه-- يلجئون لهذا الفعل الإجرامي بهدف إستغلال تلك المساحات الغابية في الفلاحة بعد تخليصها من الأشجار المترامية.
و أبرز السي بلعباس أن أغلب الأراضي الغابية بجبل شنوة مصنفة في خانة "أرض العروشية و الشيوع" و هي أراضي تستغرق إجراءات طويلة و معقدة و بيروقراطية لتسوية وثائقها و إستخراج عقود الملكية قبل أن يصطدم أصحابها بمشكل آخرا و هو تحويل طابعها الغابي إلى طابع فلاحي ما يدفعهم إلى إفتعال حرائق حتى "يتخلصوا من الأشجار".
و يتهم رئيس الجمعية الولائية لحماية الكستهلك و بيئته أيضا ما يسميه ب"مافيا العقار و الفحم" داعيا إلى ضرورة تفعيل بعض الإجراءات و التنظيمات و تطبيق سلطان القانون بكل حزم و صرامة لوضع حد لهذه الجرائم التي ترتكب سنويا في حق البيئة و النظام الأيكولوجي برمته.
القسم المحلي