الثقافي

اسدال الستار على طبعة فاشلة من "تيمقاد"

ميزها مقاطعة واسعة من قبل الجمهور ودعوات لإلغاء التظاهرة

أسدل الستار على طبعة فاشلة بكل المقاييس من تظاهرة مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته لهذا العام، ميزها الرفض الجماهيري الواسع لها خاصة من قبل الشباب الذين يرون بأنه لا فائدة مرجوة من هكذا تظاهرة، وتحت وسم "#خليه_يغني_وحدو" أطلق ناشطون جزائريون الحملة، عبر موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، داعين إلى مقاطعة المهرجانات والحفلات الفنية، مراعاة لبعض مطالب الحراك الشعبي، مثل وقف هدر المال العام واستغلاله لخدمة التنمية المحلية.

مهرجان "تيمقاد" الثقافي الدولي كان واحد من التظاهرات التي واجهت دعوات لمقاطعة وإلغاء وتأجيل، من قبل ناشطين عبر مواقع التواصل، والمهرجان تنظمه وزارة الثقافة بالتنسيق مع الديوان الجزائري للثقافة والإعلام، وديوان حقوق التأليف قال رئيس المهرجان، يوسف بوخنتاش، إن "حملات المقاطعة أطلقها فنانون لم توجه لهم الدعوة"، مشدداً على أن "الحراك الشعبي ليس ضد الفن والثقافة". وتابع بوخنتاش أن "الجمهور والسلطات المحلية، سواء البلدية أو المحافظة، راضيان بالمهرجان، ويسهران على إنجاح الدورة الـ41 للتظاهرة"، غير أن العكس تماما حدث في أيام التظاهرة.

حملة المقاطعة امتدت أيضاً إلى مهرجان "جميلة" العربي في محافظة سطيف (شرق)، حيث طالب ناشطون بإلغائه وتحويل ميزانيته إلى التنمية المحلية، بدل تبذير المال في سهرات موسيقية، وتنطلق الدورة 15 لهذا المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام اليوم، بمشاركة عدة أسماء فنية محلية.

إضافة إلى ذلك حملة المقاطعة توسّعت لتطاول المغني الجزائري المعروف سولكينغ، واسمه الحقيقي عبد الرؤوف دراجي، إذ من المقرر أن يقدم حفلاً فنياً تحت إشراف الديوان الوطني لحقوق التأليف (حكومي)، في عاصمة البلاد، في 22 من الشهر الحالي.

وطلب ناشطون من سولكينغ إلغاء حفله الفني بالجزائر، في ظل الظروف التي تشهدها البلاد. لكن رداً على الحملة، قال الفنان الجزائري عبر حسابه الرسمي على "إنستغرام": "نصف عائدات الحفل سيتم التبرع بها لفائدة مراكز الأيتام والمرضى في مستشفيات الجزائر الوسطى (العاصمة)"، وأضاف سولكينغ، في فيديو قصير: "الحفل سيكون منظماً، هناك أماكن مخصصة للعائلات وأخرى للشباب، ومبلغ الدخول 1500 دينار جزائري (نحو 10 دولارات)، ولم آت إلى بلادي كي أربح المال"، ولفت المغني إلى أنه اختار "يوم الخميس 22 أوت الحالي لتقديم الحفل حتى لا يؤثر على الحراك الشعبي ليوم الجمعة أو حراك الطلبة يوم الثلاثاء الذي يليه".

وبالعودة لليلة اختتام تظاهرة تيمقاد شهدت الليلة الأخيرة من عرس "تاموقادي" السنوي على غرار السهرات الأربع من عمر المهرجان حيوية كبيرة من خلال التلاحم الروحي بين المدرجات والركح لكنها صنعت الإستثناء و كانت محلية بإمتياز، واستمتع الحضور بأحلى الأنغام الشاوية التراثية مع الفنان عيسى براهيمي الذي استقبله جمهور تاموقادي بحفاوة كبيرة بعد ان غاب على التظاهرة منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي وكذا المحلية العصرية مع الشاب مليك الشاوي فيما أمتعت فرقة الرفاعة الفلكلورية من نقاوس جمهورها على وقع القصبة والبندير الى جانب فرقتا ثازيري من مروانة و مزود سيدي مرزوق بباتنة .

وكانت افتتاحية هاته السهرة المميزة بلوحة مسرحية كوريغرافية من إنتاج محافظة المهرجان وإخراج الفنان ماجد كويتان بعنوان "همسات أجيال" وروت للحضور على مدار حوالي نصف ساعة عن حقبات من الزمن مرت بها الجزائر انطلاقا من الثورة التحريرية فالإستقلال ثم العشرية السوداء وحاضر البلاد حاليا حيث إمتزجت النغمة والأداء الغنائي والإيحاء بالرقصات المتناسقة ومشاهد أمتعت الجمهور لاسيما وان الرسالة كانت حب الجزائر دوما والإلتفاف من أجل وحدتها والدفاع عنها ضد أي خطر محتمل قد يحدق بها.

ولم تخلو السهرة الختامية من الموسيقى الراقية حيث قدم الأوركسترا الفيلارموني للمعهد الجهوي للتكوين الموسيقي بباتنة المكون من طلبة وأساتذة معزوفات تضمنت مقاطع موسيقية عبرت عن مختلف أنحاء الوطن مبينة ثراء الطبوع الجزائرية .

وعن طبعة 2019 لمهرجان تيمقاد الدولي أكد محافظ المهرجان يوسف بوخنتاش في ندوة صحفية عقدها قبيل حفل الاختتام "أانها كانت أفضل بكثير من الطبعة التي سبقتها" مبرزا ان اختيار الأسماء الثقيلة -كما قال "كان حكيما بدليل تجاوب الجمهور وتوافده بشكل كبير على مدرجات مسرح الهواء الطلق الجديد المحاذي للموقع الأثري بتيمقاد يوميا".

وأكد المتحدث عن تواصله مع إدارة المسرح الوطني الجزائري من أجل إبرام عقد شراكة مع محافظة مهرجان تيمقاد الدولي للعمل سويا خلال الدورات المقبلة خاصة وان العروض المسرحية تعد أصل هاته التظاهرة العريقة.

وتطرق بوخنتاش الى الجهود التي بذلت من طرف ولاية باتنة لإنجاح المهرجان الذي كانت وزارة الثقافة الراعي الأساسي له بمشاركة عدد من الهيئات منها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة وكذا الديوان الوطني للثقافة والإعلام مشيرا الى أن ميزانية المهرجان التي تقلصت بنسبة 40 بالمائة مقارنة مع الطبعة السابقة.

وعلى الرغم من التأخير الذي تم تسجيله في انطلاق بعض سهرات التظاهرة وكذا رداءة الصوت أحيانا إلا ان ليالي تاموقادي لسنة 2019 صنعت الفرجة وكانت بهيجة لتدوم للساعات الأولى من الصباح وسط حضور قوي للجمهور الذي كان نجم هذه الطبعة حسب الكثيرين حيث خطف التألق بحيويته من النجوم الذين مروا على ركح تاموقادي وتألقوا في سماء المدينة العتيقة.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي