الثقافي

عروض فنية متميزة تستقطب عشاق المسرح

ضمن أيام مسرح الجنوب بالعاصمة

عرضت بالمسرح الوطني محي الدين بشطرزي بالجزائر العاصمة مسرحية "الكر و الفر" لجمعية ايزلمان (اليزي) في إطار الطبعة التاسعة لأيام مسرح الجنوب، وتدور أحداث هذا العمل المسرحي الذي أنتج من طرف جمعية "ايزلمان" لإحياء التراث الثقافي و الصناعات التقليدية لجانات التي استهدفت هذه المنطقة  الحدودية مع ليبيا، خاصة منها غزوة  "تبو".

كما  تطرقت المسرحية إلى الحياة اليومية لسكان التوارق و معاناتهم  خلال فترات تاريخية معينة بسبب تجريدهم من ممتلكاتهم و حرمانهم من حقوقهم، وقد أدى عشرة ممثلين الأدوار الرئيسية والثانوية في هذه المسرحية التي دامت أكثر من ساعة  بحضور محتشم للجمهور الذي استمتع بهذا العرض الذي يندرج في سجل المسرح الشعبي الواقعي.

وقام مخرج و مؤلف المسرحية عثمان اوقاسم بتجسيد مظاهر من الحياة و الثقافة الترقية من خلال إيقاعات "الامزاد" و هي آلة موسيقية تقليدية عند قبائل التوارق الاهقار تعزفها غالبا النساء.كما أبرز العرض جانب من الحياة البدوية للتوارق من خلال نمط عيشهم الذي يغلب عليه النهج "المجتمعي التعاوني". 

وبالموازاة مع العروض المسرحية يتضمن برنامج هذه التظاهرة ندوات وورشات تكوينية و نقاشات و معارض.

كما عرضت أيضا مسرحية "وجع" لجمعية "صحرا للمسرح وفنون السمعي البصري" من تندوف في إطار برنامج مسرح الشارع للدورة التاسعة للأيام المسرحية للجنوب.

ويتطرق هذا العمل التراجيدي -الذي أخرجه بن حبيب إدريس في 2019- لقصة "بتول" التي تنجب طفلا غير شرعي ومشوه فتعذبه نفسيا وجسديا وتزج به في قبو خوفا من سخط المجتمع، ولتجعله يختبأ تختلق له "غولة" ترعبه بها في كل مرة غير أن تلك "الغولة" سرعان ما تصبح في مخيلته أرحم من أمه.

وعلى ألحان الغيتار الحزينة تتواصل أحداث هذه القصة بتوجه "بتول" لأحد رجال "الحضرة" المتدينين رغبة منها في إيجاد حل لوضعها فيدعوها للاعتراف بابنها غير أنها ترفض ليتواصل بعدها مسلسل حياتهما المأساوي إلى أن تنتصر عاطفة الأمومة في الأخير.

وقدمت هذه المسرحية -التي ألفها المخرج نفسه وشارك هو أيضا في إعداد السينوغرافيا لها- بالعربية الدارجة وكذا الفصحى وقد جاءت في قالب اجتماعي واقعي مليء بالحسرة والرمزية حيث أحسن في أدائها خمسة ممثلين بينهم عميري نور الهدى في دور "البتول" وابراهيم محمد سالم في دور "الإبن صالح" بالإضافة إلى صمباوي محجوب في دور أحد شيوخ "الحضرة".

وكان هذا العمل -الذي أنتج بالتعاون مع مديرية الخدمات الجامعية لولاية تندوف- قد حاز في 2018 ثلاث جوائز بالمهرجان الوطني الجامعي الأول للأوبيرات بتندوف بينها جائزة أحسن عرض متكامل.

وعرف العرض على مدار ساعة من الزمن تفاعلا جميلا من الجمهور الحاضر بساحة مبنى المسرح الوطني الجزائري محي الدين باشطارزي والذي أعجب كثيرا بأداء الممثلين إذ يعرف عن مسرح الشارع أنه يعتمد أساسا على هذا الإحتكاك المباشر والإرتجال وحتى التخاطب مع المشاهدين بعيدا عن كلاسيكيات العروض داخل القاعات.

وعبر المخرج بن حبيب عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في هذه الأيام رفقة جمعيته "صحرا" (المؤسسة في 2013) معتبرا أنها "متنفس لمسرحيي الجنوب" و"فرصة للتقارب وتبادل الخبرات والتجارب وكذا إيجاد آفاق للتعاون بين مختلف الفاعلين في المسرح من كتاب ومخرجين وممثلين وغيرهم من مختلف مناطق البلاد".

ودخل بن حبيب عالم المسرح قبل حوالي 18 عاما وقد مثل وألف وأخرج عددا من الأعمال الموجهة للكبار والصغار على غرار "الأرواح الطيبة" و"هاملت" لشكسبير و"الورطة الممتعة" و"ولا في الأحلام" كما تعاون في عدد من أعماله مع مسرحيين من العراق والصحراء الغربية.

فريدة. س

من نفس القسم الثقافي