الثقافي

الجزائر حاضرة في أعمال التشكيلي الفرنسي بينيون إرنست

يعدّ أحد أبرز فناني الشارع في بلاده

يعدّ الفنان التشكيلي الفرنسي إرنست بنيون إرنست (1942) أحد أبرز فناني الشارع في بلاده، وإن كان يفضّل تسمية "الفن الحضري" مثله مثل فنانين آخرين كـ دانييل بورن وجيرار زلوتيكاميان، على خلفية اعتبار هؤلاء أن فن الشارع ذو أبجدية موحّدة وذو صبغة تواصلية بارزة، فيما اشتغالهم يبقى فنّياً بالأساس لكن على محامل من الفضاء العام.

تحضر أعمال بنيون إرنست في كثير من الفضاءات العامّة في مدن فرنسية عدّة، باتت تمثّل بالنسبة إليها علامات جاذبة، كما تحضر أعماله في مدن أخرى حول العالم منها الجزائر العاصمة ورام الله وروما ودوربان الجنوب أفريقية.

يقام حالياً في غاليري "باليه دي باب" في مدينة أفينيون الفرنسية معرض استعادي لمجمل تجربة بنيون إرنست، بعنوان "هذا هو الإنسان"، وهو معرض يعدّ من أبرز محطات الصيف الثقافي في فرنسا، ويمتدّ إلى 29 فيفري من العام المقبل.

على الرغم من أنه ليس المعرض الاستعدادي الأول لتجربة الفنان الفرنسي إلا أن كل معرض حول بينيون إرنست يعيد طرح نفس الإشكالية؛ فكيف لأعمال فنيّة جرى تصميمها من أجل العرض في الشارع أن تُعرض في قاعات؟ وكيف لأعمال صُمّمت لتكون منفصلة أن تجتمع في مكان واحد؟ إنها أسئلة تبقى معلّقة وإن حاول الإجابة عنها نقّادٌ وكتّابٌ كثيرون تضمّن كتالوغ المعرض نصوصاً لهم، بعضها قراءات في المسار الطويل لـ بنيون إرنست، والبعض الآخر شهادات من منطلق الصداقة أو من منطلق الاشتباك المشترك في قضايا الشأن العام.

في مجمله، يضمّ المعرض 400 قطعة، لكنها ليست جميعها إعادة تنفيذ لجدرايات بنيون إرنست، إذ نجد أيضاً صوراً فوتوغرافية التقطها، وكذلك تصميمات لأعمال لم ينجزها. ولعلّ أبرز نقطتين يمكن التقاطهما من الجرد الذي يقترحه المعرض هو اتساع رؤية الفنان الفرنسي، حيث أن أعماله تمثّل تاريخاً موازياً للعالم في العقود التي عاصرها، مثل الصراع ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر أو التميز العنصري في جنوب أفريقيا (الثمانينيات)، وصولاً إلى وباء إيبولا الذي ضرب غرب أفريقيا منذ سنوات قليلة.

النقطة الثانية التي يمكن التقاطها هو حضور تاريخ الفن بمفرداته الكلاسيكية مع تغيير توظيفاتها من الإحالة إلى القصص الدينية والأسطورية نحو خطاب سياسي-إنساني يتحدّى السلطات بأشكالها المتنوّعة.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي