الثقافي
"معرفة الإسلام": تفكيك الأفكار الجاهزة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 31 جولية 2019
لا تقتصر اهتمامات الباحث والمستعرب الإسباني خوان مارتوس كيسادا (1953) بالحضارة الإسلامية على المستوى النظري، وهو الذي حاز دكتوراه في اللغات السامية ولديه أطروحة حول الشريعة في الأندلس، حيث عمل مدرّساً في عدد من الجامعات العربية، ومحرّراً مسؤولاً لمجلة "أخبار الجزائر الثقافية" وعدد من المطبوعات المتخصصّة في ثقافة المتوسّط.
"معرفة الإسلام" عنوان كتابه الذي صدر العام الماضي عن "ديجيتل ريزنوز"، ويمثّل محاولة منه لتفكيك العديد من الأفكار الجاهزة والمسبقة حول العالم الإسلامي في الدوائر الأكاديمية الغربية ضمن اشتغال أساسي موضوعي، كما يشير التقديم، ورغبة في الفهم والاستيعاب.
يستضيف "البيت العربي" في مدريد عند السابعة من مساء الإثنين المقبل، التاسع والعشرين من الشهر الجاري، كيسادا في نقاش مفتوح حول الكتاب، يشارك فيه المستعرب فرانسيسكو رويز غيريلا، ويقدّمه كريم هوسر.
يتناول الكتاب العديد من القضايا التي تُثار حول الإسلام، ويربطها بسياقاتها المتعلّقة بالهجرة والتكيّف الاجتماعي والأمن والواقع القانوني للمسلمين المقيمين في إسبانيا، والتي تهمّ قطاعات عديدة من الإعلاميين والدبلوماسيين والسياسيين ورجال الاقتصاد.
تسلّط الفصول الثلاثة الأولى من العمل الضوء على شخصية النبي محمد وسيرته التي أثّرت في نشوء الدولة الإسلامية، وأبرز الحقائق المتصلة بالازدهار العلمي والحضاري في العصور الوسطى، ثم تنتهي بالواقع الراهن لدول العالم الإسلامي.
في الفصلين الرابع والخامس، يبحث كيسادا في الإسلام كدين وعقيدة، عبر قراءة مكانة القرآن وخصائصه ومحتواه، وشرح كل ركن من أركان الإسلام الخمسة والتي تشكّل الجوهر الأساسي، ثم يذهب في الفصل السادس لنقاش مفاهيم الحضارة الإسلامية والثقافة والمجتمع، حيث يحلل السياق العام لانبعاث أحكام الشريعة، وكيففة التعامل مع النص وتأويله، وما أنتج ذلك من اختلافات بين الطوائف الموجودة في الإسلام، ويستعرض أيضاً أحوال الآدب والعلوم والفلسفة والفن والنظرة إلى الأسرة والعادات والتقاليد، إلى جانب جملة خلاصات مخصّصة للعلاقة بين الإسلام والمسيحية.
يركّز الفصل السابع على الإسلام في إسبانيا بدءاً من العهد الأندلسي ووصولاً إلى اليوم، وحضور الثقافة الإسلامية في المجتمع الإسباني. أما الفصل الثامن فيوضّح المستقبل الإشكالي للتعامل مع العالم الإسلامي في ضوء تنامي التطّرف، مشيراً إلى أبرز الاتجاهات الفكرية والمفكرين الذين يدرسون هذه الإشكاليات.
لا يغفل كيسادا عن طرح بعض المواضيع الجدلية مثل أوضاع المرأة والفنون في الإسلام والحج كفريضة وممارسة دينية، والتي يرى أنه يجري التعامل معها بسطحية في الإعلام.