الثقافي
"الفن القاشاني في ليبيا": عمارة الحقبة العثمانية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 جولية 2019
ينتسب مصطلح القاشاني إلى مدينة قاشان في إيران التي ازدهر فيها منذ القرن الثالث عشر الميلادي صناعة ألواح منقوشة بـ زخارف نباتيّة ملونة بالأزرق الفيروزي والأزرق الزهري نافرة وعليها نقوش كتابية، ثم انتقلت هذه الحرفة إلى البلدان المجاورة في العهدين الأيوبي والمملوكي خاصة في مصر وبلاد الشام.
مع تأسيس الدولة العثمانية، استقدم آلاف الحرفيين والمعماريين والفنانين لاستفادة من خبراتهم ومهارتهم في بناء المساجد والقصور والمباني الحكومية في الأستانة، ثم بدأ تعميم الطرز المعمارية الجديدة على الولايات الخاضعة لها في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
"الفن القاشاني في ليبيا: جوامع مدينة طرابلس القديمة، العهد القرماني نموذجاً" عنوان الكتاب الصادر حديثاً للأكاديمية والباحثة العراقية صبا قيس الياسري عن "دار الرافدين"، والذي يتناول أبرز المؤثرات والخصائص التي صنعت الهوية العربية الإسلامية في ليبيا.
ترى المؤلفة أن الفن الإسلامي نتاج يستلهم الصورَ الجمالية التي في القرآن الكريم، ويعبّر عنها بصور تشكيلية، وبما أن القرآن رسالة حملها العرب من الجزيرة العربية إلى كل البشرية، فقد امتدت رقعة العالم الإسلامي على مساحة كبيرة من بحر الصين شرقاً وحتى المحيط الأطلسي غرباً، حيث صُبغ الفن الإسلامي بالتنوع الهائل والرائع.، غير أن هناك خصائص معينة لكل بلدٍ في هذا العالم الواسع.
يرصد الكتاب مراحل تطوّر الجامع الليبي من عناصره البسيطة في بدايات الفتح والذي استمرّ على حاله حتى عام 1551 مع دخول الأتراك إلى مدينة بنغازي ثم بقية البلاد، حيث بدأ الاحتفاء بالعناصر الجمالية وزخارف الفن القاشاني خلال العهد العثماني.
أُحدثت تغيّرات كبيرة في تلك المرحلة مع تعّدد الأشكال الزخرفية والمواد التي دخلت حديثاً، من ضمنها استخدام الحليات الزخرفية البارزة والمنحوتة على الرخام والحجر الجيري والخشب المنحوت، والزخارف الجصية.
من أبرز جوامع طرابلس العثمانية جامع درغوث باشا الذي شيّد بحلول عام 1560، وجامع أحمد باشا القرمانلي الذي تأسّس عام 1739 ويتمّيز بزخرفته الداخلية ووجود مدرسة مرتبطة به صُممت وبُنيت مع الجامع في الوقت نفسه، وجامع قرجي الذي بني عام 1833 في أواخر الفترة القرمانلية.