الثقافي

"تعدّدية المنهج": قراءة في الأدبين العباسي والأندلسي

رغم التباعد الجغرافي والاختلاف السياسي بين الخلافتين العباسية في بغداد والأموية في الأندلس، إلا أن العديد من الدراسات تجمع الأدب في كلا المكانين ضمن سياق واحد تتقارب فيه خصائص فنية عديدة وتتشابه كثير من المضامين والأساليب، مع الأخذ بالاعتبار تأثر الأندلسيين بالمشارقة بصورة أوسع.

"تعدّدية المنهج.. دراسة تحليليّة في الأدبين العباسيّ والأندلسيّ، نماذج مختارة" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "مؤسسة أروقة للدراسات والترجمة والنشر" للباحث والأكاديمي الأردني زياد محمود مقدادي، الذي لم يلتزم منهجاً واحداً في قراءة النصوص المختارة، إذ حاول تطبيق النظريات التي من شأنها أن تساهم في إبراز المعنى المراد من الأديب في نصّه الإبداعي بما يتوافق مع معطيات الدراسة ومحدداتها.

تشير المقدمة إلى أن "الكتاب سعى في دراسته النصوص الأدبيّة إلى الإفادة من الدراسات السابقة التي شكّلت مادة علميّة أكسبتها جدّة واستمراريّة مردُّها تفسير المعنى وتأويله؛ لأنّهما يساعدان على ديمومة النّص بما يقدمانه من إنتاج الدلالات وتجديدها، من خلال دور المتلقي الذي يعدّ عنصراً أساسياً ومتمماً في عملية الإبداع، وذلك عندما يحسن قراءة النّصّ الأدبيّ".يسعى الباحث إلى رسم طرائق عدة يمكن أن يتّبعها طلبة قسم اللّغة العربيّة في قراءة النّصّ الأدبي، الذي يفرض بطبيعة بنيته في كثير من الحالات المنهج الأكثر صحةً للتطبيق والقراءة، من خلال تناوله نصوصاً أدبيّة لعصرين أدبيين تعكس صورة من صور التأثر والتأثير بين الأدبين، وجاء اختيار النصوص وفقاً للدرس الأكاديمي الذي اتُبِع في تقديم المادة قيد البحث.

وركّزت القراءة على إبراز المعنى بشكل أساسيّ، بحسب الكتاب، ثم الوقوف على البناء الفنّي لها، واهتمّ هذا العمل بما يميّز تشكيل تلك النصوص، حيث إنّ بعضها ينتظمه شكل أسلوبي من مطلعه حتى نهايته، وبعضها يعكس موقفاً نفسياً للمبدع انعكس على نصّه، وأخرى تعتمد على توظيف الخيال بصورة تقدم بناء خاصاً للنص المدروس.

اعتمد الكتاب أيضاً على تطبيق التكامل في منهج القراءة كي تنكشف جوانب النّصوص الداخليّة والخارجيّة، من خلال الاعتماد على الرؤى التاريخيّة والدراسات النّفسية وآليات الكشف الجماليّة.

من نفس القسم الثقافي