رياضة
هذه أسباب انقطاع الود بين زطشي وبين السلطات العليا في البلاد
استقالة منتظرة يوم 30 من الشهر الجاري
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 جولية 2019
تسارعت الأحداث بشكل مثير على مستوى المشهد الكروي في الجزائر، بعد الإنجاز الرائع المحقق من طرف المنتخب الوطني الجزائري الذي توج بلقب كأس أمم أفريقيا الأخيرة في مصر، فبقدر ما صنع الإنجاز أفراح الشعب الجزائري الذي خرج إلى الشوارع للاحتفال به بعد أكثر من 29 سنة من غياب الألقاب عنه، بقدر ما أفرز أزمة جديدة ستعصف برئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي، الذي بات على أعتاب الرحيل من منصبه، وبدأت بوادر الأزمة بعد تجاهل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي بشكل كلي خلال الاحتفالات الرسمية والبروتوكولية التي جرت بقصر الشعب بدعوة من رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، وتم تغييب زطشي عن الصورة الرسمية التي أخذها أفراد المنتخب بالكأس الغالية برفقة رئيس الدولة، وتم استبعاد الأخير من الاحتفالات الرسمية، وعدم بث تصريحاته حول هذا الإنجاز من طرف وسائل الإعلام الرسمية، كما تم حرمانه أيضا من الحصول على وسام الاستحقاق الوطني الذي حصل عليه اللاعبون وبعض أعضاء مختلف الأجهزة الفنية والإدارية والطبية، رغم أن زطشي يعد جزءا من الإنجاز من منطلق أنه رئيس الاتحاد الذي تمكن من إهداء الجزائر ثاني ألقابها الأفريقية خلال 19 مشاركة في النهائيات القارية منذ عام 1986 تاريخ أول مشاركة لها
حبل الود انقطع بين زطشي والسلطات الجزائرية واستقالته منتظرة في اجتمع المكتب التنفيذي نهاية الشهر.
وكشفت مصادر متعددة أن حبل الود قد انقطع بين زطشي وبين السلطات في الجزائر، ما جعله يفكر جديا في الاستقالته من منصبه، في إشارة الى أن ذلك سيحصل خلال الاجتماع الشهري للمكتب التنفيذي للفاف يوم 30 من الشهر الجاري، وبحسب نفس المصادر، فسيدفع زطشي للاستقالة من منصبه للأسباب المذكورة سابقا مضيفا بأن رئيس الاتحادية الجزائرية يوجد في مرمى نيران السلطات التي تسعى لدفعه للرحيل عن منصبه من أجل تفادي أي عقوبات من طرف الاتحاد الدولي، الذي يمنع تدخل الحكومات والهيئات السياسية في عمل اتحادات الكرة، وتابعت المصادر أن مصالح رئاسة الدولة في الجزائر قامت بمنع زطشي من مرافقة لاعبي المنتخب والمدرب جمال بلماضي خلال الاحتفالات الرسمية، كإشارة واضحة منها إلى أنه غير مرغوب فيه.
• زطشي محسوب على النظام السابق وانجازه مع الخضر لم يشفع له
وفي سياق متصل، كشفت وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" عن عزم زطشي تقديم استقالته احتجاجا على الطريقة التي عومل بها من قبل السلطات العليا في الجزائر، وأضاف ذات المصدر نقلا عن مصادر مقربة من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أن زطشي في حالة غضب شديد بسبب إقصائه من حفل التكريم الذي حظي به المنتخب بعد تتويجه بلقب كأس أمم أفريقيا 2019، مرجحا أن يقدم زطشي على الاستقالة قريبا، لشعوره بأنه غير مرغوب فيه من قبل كبار المسؤولين في الجزائر، معتبرا أن رئيس الاتحادية الجزائرية لم ينل وسام الاستحقاق الذي حصل عليه اللاعبون والجهاز الفني والمدير العام للمنتخب حكيم مدان، كما جلس في آخر مقعد بالصف الأول في الحفل الرسمي الذي أقامته رئاسة الجمهورية لتكريم المنتخب، بعيدا عن كبار المسؤولين، في حين أن الأعراف البروتوكولية تقضي بأن يكون إلى جانبهم، وكان زطشي قد تم انتخابه رئيسا للاتحاد في مارس من عام 2017 وسط جدل قانوني حاد، بسبب التدخل الواضح للنظام الحاكم السابق الذي تمت الإطاحة به في خضم الحراك الشعبي الذي تشهده البلاد منذ شهر فيفري الماضي، حيث كان وزير الشباب والرياضة الأسبق الهادي ولد علي ومن وراءه رجل الأعمال المحبوس علي حداد، طرفين فاعلين في فرض زطشي مرشحا وحيدا لانتخابات الرئاسة بعد إجبار الرئيس السابق محمد روراوة على عدم الترشح، قبل أن يفوز زطشي بالمنصب، وظل اسم الأخير ملتصقا ببعض رموز النظام السابق الذين تم إطلاق لقب العصابة عليهم، ما تسبب في تشويه صورته لدى قطاع واسع من الجماهير ووسائل الإعلام، خاصة بعد سقوط الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة والزج بالكثير من رجاله في السجن بسبب قضايا فساد، وواجه زطشي منذ توليه قيادة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم منذ أكثر من سنتين خلفا لمحمد روراوة، انتقادات شديدة بسبب اختياراته الفنية وتعاقده مع المدرب الإسباني لوكاس ألكاراز واللاعب الجزائري السابق رابح ماجر لقيادة المنتخب الوطني الجزائري، كما يعرف عن زطشي قيادة أول مشروع لتكوين اللاعبين عبر تأسيس أكاديمية بارادو التي تخرج منها عدد من اللاعبين المتألقين، ومن بينهم الثلاثي يوسف عطال ورامي بن سبعيني وهشام بوداوي المتوجون مؤخرا مع المنتخب الوطني الجزائري بأمم أفريقيا فضلا عن لاعبين آخرين شقوا طريقهم نحو الاحتراف خارج البلاد.
ايمن.ف