الثقافي

فيلم "ريح رباني" لمرزاق علواش في مهرجان ميونيخ الـ 37

يغرف العمل من الواقع ليقدم مرافعته في السياسة والمجتمع

يشارك الفيلم الروائي الطويل "ريح رباني" لمرزاق علواش في الطبعة الـ 37 لمهرجان ميونيخ (فيلماست) المقرر بهذه المدينة الالمانية بداية من اليوم وحتى الـ 6 من الشهر الداخل، حسب ما علم لدى المنظمين، و قد برمج فيلم "ريح رباني" في فئة "السينمائيين الاحرار" احدى الفئات غير التنافسية للمهرجان الذي يحتوى على ثلاث فئات تنافسية، و يشارك في هذه الفئة - مفتوحة لأفلام الروائية والوثائقية- قرابة 40 فيلما من عدة بلدان.

و يروي فيلم "ريح رباني "قصة شاب متكتم و مضطرب يعيش في قرية  صحراوية وكان يقضي جلى وقته في قراءة القران و الصلاة قبل ان يلتقي بفتاة تقاسمه نفس الاحاسيس و الاضطرابات، حيث اختار علواش أن يكون فيلمه بالأبيض والأسود وأن يكتفي بالتصوير بين منزل مغلق والصحراء كي لا يلهينا شيء كمشاهدين عن الدنو من سيكولوجيات بطليه. لكنه للأسف لم يوفق في مسعاه بالمقدار الكافي، إذ بدت الشخصيات سطحية، تائهة أمام حبكة غير متينة. فقصة الحب التي ربطت «أمين» بـ «نور» بعد أن منحته جسدها، بدت مكتوبة على عجل، وافتضاح أمر «الحجة» التي آوت الإرهابيين الشابين وتجسست عليهما لمصلحة الجهات الرسمية، لم يبد مقنعاً... ليصل ضعف السيناريو إلى ذروته في ختام الفيلم مع تردد «أمين» في تنفيذ المهمة ثم مبادرته إلى تفجير نفسه بالحزام الناسف الذي يزنّر خصر «نور»، بعدما عجز عن ثنيها عن تنفيذ مهمتها على رغم أن ثواني قليلة فصلت بين هذا المشهد والمشهد الذي يشكو فيه بطلنا كالأطفال أنه لا يريد أن يموت، حين اكتشف أن سير العملية تحول من عملية قتالية إلى عملية انتحارية. فما الذي يبرر هذا التحول السريع في شخصيته؟ وكيف يمكن تفسير كبسه على صاعق المتفجرات بهذه السهولة؟ هل صحا ضميره فجأة وفعل هذا لإنقاذ معمل التكرير من تفجير كاد يودي بحياة عشرات المدنيين من العمال الأجانب الذين يعملون في المكان؛ أو أنه أراد أن يموت إلى جانب حبيبته على غرار النهايات الكبيرة في الروايات الرومانسية؟

انتج هذا الفيلم الروائي الذي مدته 93 دقيقة عام 2018 و شارك في عدة مهرجانات منها ايام قرطاج السنيمائية في نوفمبر 2018 وكذا الطبعة ال43 من المهرجان الدولي للفيلم بتورنتو (كندا)المنظم في سبتمبر الماضي.

ويعتبر مرزاق علواش الذي ارتبط اسمه بفيلمه الاسطوري "عمر قتلتو" (1976) من اهم السينمائيين الجزائريين و من بين اعماله التي نالت نجاحا معتبرا منها "السطوح "(2013) و "مادام كوراج" (2015)و "تحقيق في الجنة" و هو فيلم وثائقي انتج في 2016 و سبق لهذه الافلام ان شاركت في مهرجانات دولية منها مهرجان البندقية السينمائي الدولي و مهرجان برلين و غيرها من المحافل السينمائية عبر العالم.

و يعد مهرجان ميونيخ الذي أطلق في 1981 من بين اهم المواعد السينمائية في المانيا بعد مهرجان برلين و يستقطب سنويا اكثر من 70الف زائر ما بين محبي الفن السابع و مهنيي السينما.

من نفس القسم الثقافي