الثقافي
فرقة "أمراء الصحراء" تشعل ليالي الصويرة المغربية
شاركت بأغاني مستوحاة من التراث الفني الجزائري
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 جوان 2019
ألهب كل من الفنان والمعلم الكناوي المغربي الشهير مصطفى باقبو، وفرقة تيناريوين الملقبة بأمراء الصحراء، حماس جمهور منصة مولاي الحسن بمدينة الصويرة المغربية، مؤخرا في ثاني أيام مهرجان كناوة الذي يكسب سنة بعد أخرى شعبية وصيتاً عالمياً، حوّل هذه المدينة إلى قبلة لكل عشاق الفن الكناوي.
حيّا باقبو جمهوره بطريقته الخاصة خلال حفله ضمن فعاليات الدورة 22 من المهرجان، عبر إيقاعات قوية خرجت مطواعة من آلة الكنبري (الهجهوج)، ليصدح بصوته الذي لم تنل منه السنوات مُردداً بمعية فرقته عدداً من الأغاني التي تعيد التذكير بتاريخ كناوة وأصولهم ورحلتهم الشاقة وبعدهم عن الديار، وطلب العفو من الأجداد، والصلاة على النبي.
وهتف الحاضرون بمقاطع من الأغاني التي يحفظونها، وعلت التصفيقات وتمايلت الأجساد وتحركت الأقدام على وقع نقرات "القراقب" (آلات نحاسية) في حفل فني حشد جمهوراً غفيراً وتحول إلى ما يشبه جلسة من العلاج الروحاني لكل "المجاذيب والمسكونين بالنغمة الكناوية الأصيلة".
وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، أكد الفنان مصطفى باقبو أن "موسيقى كناوة صوفية روحانية وهذا هو السر الذي يجعلها تستقطب شريحة واسعة من الناس مغاربة وأجانب ومن مختلف الفئات العمرية"، معبراً عن أمله في أن يحافظ الجيل الجديد على الفن الكناوي من كل محاولات طمس معالمه، قائلا " لقد عملنا باستمرار عبر مختلف التظاهرات الفنية واللقاءات التي نحضرها على التعريف بهذا الفن الكناوي التقليدي، ونأمل من الجيل الجديد الحفاظ عليه والسير به نحو الأفضل".
وعلى نغمات موسيقى تيناروين الساحرة والقوية، أحيت فرقة "أمراء الصحراء"، القادمة من أدرار إفوغاس، السلسلة الجبلية الصحراوية الممتدة بين شمال مالي وجنوب الجزائر، حفلها الفني في مدينة الرياح.
وفي نمط موسيقي يجمع بين البلوز، والروك، والموسيقى التقليدية للطوارق، غنى أعضاء الفرقة من الريبرتوار عن الشوق والعزلة والحنين ولوعة الفراق، ارتباطاً بتاريخ هذه المجموعة التي ارتبطت ولادتها عام 1982 بنفي شعب الطوارق.
وكانت المجموعة، التي يعني اسمها الكامل –تاغرفت تيناروين- "بناء البلاد"، تقدم حفلاتها خلال تلك الفترة بالمنفى، ثم بعد ذلك اكتمل تكوين الفرقة وعبرت الحدود، بعد أن أصدرت في 2014 ألبومها "إيمار"، الذي شارك فيه عازفا القيثار الشهيران "جوش كلينغوفر" و"ماط سويني".
أما المزج الفني الذي جمع المعلم باقبو بفرقة تيناريون فقد اكتسى طابعاً فرجوياً خاصاً، إذ تحققت من خلال اللوحات الفنية التي قدمها الطرفان متعة سمعية وبصرية بددت تعب الجمهور، الذي وقف لأزيد من ساعة يتابع الحفل بحماس كبير، ومنهم عشاق أمراء الصحراء، الذين حجوا بكثافة إلى المنصة الرسمية للمهرجان بلباس الطوارق وعمائمهم البيضاء، في تعبير واضح عن حبهم وإعجابهم بفرقة ارتقت من فرقة موسيقية تقليدية إلى حركة ثقافية.
وتفاعل أعضاء الفرقة مع الجمهور، وخاطبوهم قائلين "كلش مزيان"، (كل شيء جيد) فيما يشبه جسّ النبض، ليردوا بسخاء ملوحين بالأيادي إلى الفرقة بشارات النصر والإعجاب.
وعن هذا المزج الفني، قال مصطفى باقبو "مسار فرقة تيناروين، يستحق التنويه والاحترام"، في إشارة منه إلى ما كابدوه من محن وعذابات، لافتاً إلى أن المزج الموسيقي مرّ بشكل جيد، وسجّل تجاوبا حماسياً مع جمهور يوحده حب الموسيقى، رغم أنه لم يكن هناك أي تدريب مسبق بين أعضاء الفرقتين، بل فقط حضرت على المنصة الخبرة والتجربة والشغف بالفن".
أما على منصة الشاطئ، فكان للجمهور لقاء مع المغنية والملحنة المغربية نبيلة معن، إلى جانب كل من "موكادور باند" و"أمديازن"، وفنان الكناوي محمد كويو، وفي دار اللوبان في قلب المدينة العتيقة للصويرة، تابع الحاضرون المعلم عبد الله أخراز، إلى جانب مزج بين الفنان عبد السلام عليكان، طيور كناوة، غالي كريجة، وكريم زياد. وفي "دار الصويري"، أحيا المعلمون مختار غينيا، وسعيد البورقي، وعبد المالك القديري وغيرهم حفلات غنائية.