محلي

عين الدفلى: البكالوريا، امتحان مصيري يصاحبه القلق و التوتر

تسيير الاجهاد والتوتر لكسب الثقة

يعد امتحان البكالوريا الذي سيجري ابتداء من اليوم الأحد امتحانا مصيريا في نظر المجتمع وعادة ما يرافقه التوتر و القلق لدى المترشحين و هو الوضع الذي يتخوف منه الأولياء بعين الدفلى لأكثر من سبب.

و يعاني العديد من المترشحين في هذه الفترة من الإجهاد و الضغط والخوف من الفشل مع اقتراب يوم الامتحان مما يجعلهم لا يقومون بمراجعاتهم بشكل كاف. "إن التوتر المفرط يمنعهم (التلاميذ) من إطلاق طاقاتهم بالكامل"، حسبما ما يؤكده مختصين في البيداغوجيا النفسية.

البعض منهم يحاول ممارسة الرياضة و التأمل لتجاوز التوتر" في محاولة للاقتراب بهدوء من هذا الامتحان المصيري و جعل كل الاسباب في صالحهم.

فبالنسبة لراضية من عين الدفلى و التي ستجتاز البكالوريا شعبة العلوم التجريبية فان أفضل طريقة للتغلب على التوتر هي "التأمل" معترفة انها تقوم منذ أسبوع بمحاكاة تتخيل خلالها انها في غرفة فارغة لاجتياز الامتحان.

و تضيف: "عشنا الكثير من الضغط في هذا الوقت من العام وعلينا إيجاد مخرج" مؤكدة أنها ابتعدت عن الاجهزة الإلكترونية حتى "لا تزيد من التوتر".

و في مقارنة مع إخوتها الأكبر سنا الذين اجتازوا شهادة البكالوريا قبل عقد من الزمن قالت: "الخطأ الذي يجب تجنبه عشية الامتحان هو إجراء مراجعة مضاعفة و التركيز على النوم و الراحة".

من جانبه اشار جيلالي الذي سيجتاز البكالوريا في شعبة اللغات الأجنبية في العطاف إلى أهمية "الثقة بالنفس" خلال الأيام الأخيرة قبل الامتحان لافتا إلى أنه يلعب كرة القدم في وقت متأخر من اليوم رفقة مترشحين آخرين "لاخراج كل الهواجس والمخاوف".

و شدد هذا الشاب البالغ من العمر 17 عاما على أهمية بدء الامتحان جيدا خصوصا و أن الاختبار الأول في البرنامج ليس لديه معامل عال مقارنة بالمواد الأساسية في هذه الشعبة.

من جهة الاولياء فإن التوتر قوي أيضا مما يعزز فكرة أن "البكالوريا غالبا ما تكون الأسرة بأكملها هي التي تجتازه".

و بالنسبة لحسين الذي سيجتاز ابنه هذا الامتحان في شعبة اللغات فان التوتر يظهر بمجرد بدء السنة الدراسية مؤكدا أن اجتياز الابناء لامتحان مصيري مثل هذا يتطلب من الاولياء "التضحيات والحرمان والصرامة".

و يعترف هذا الاب الاربعيني "أشعر بالتوتر ولكني لا أظهر لابني ذلك حتى لا ازعجه" معربا عن امله في ان انتقاله في بداية العام الدراسي إلى عين الدفلى لأسباب مهنية لم يؤثر على تركيز ابنه.

وقال ان "الميزة الرئيسية للبكالوريا هي أنه امتحان يمتد على خمسة ايام مما يتطلب تجندا كبيرا لمواجهة أي احتمال".

حتى لو كان جزءًا من المشهد المدرسي العام،  فقد يكون للتوتر عواقب وخيمة للغاية على أداء المرشح مما يجعله يفقد ثقته بنفسه كما تؤكده الطبيبة النفسية بمديرية التربية، شهيرة قاسمي.

و أوضحت أن "التوتر الذي يشعر به المترشح قبل أي امتحان يعد ظاهرة طبيعية،. إنه نوع من الآليات التي يطلقها الدماغ لتنبيهه إلى حالة + تصور+ كحامل للخطر".

و بالنسبة لها، فانه من الضروري للمرشح أن يتحدث عن ضغوطه خاصة مع والديه وأصدقائه "وإلا فانه يمكن لهذه الضغوط أن تعرقله"، حسبما حذرت منه ذات المتحدثة التي دعت الآباء إلى عدم إظهار لأطفالهم أنهم هم أنفسهم متوترين.

"من الواضح أن الأولياء و الاساتذة هم الذين يمارسون الضغط الأكبر على التلميذ، لأنهم الأوائل المعنيين بأي حال من الأحوال بنجاح طفلهم أو فشله".

و بعدما أوضح أن التحضير الحقيقي لامتحان البكالوريا "يجب أن يبدأ من الفصل الأول من العام"، أكد من جهته كاديمي كامل، أستاذ التاريخ والجغرافيا في ثانوية أول نوفمبر بالعطاف على أهمية الراحة والاستجمام خلال الأيام التي تسبق الامتحان.

و أضاف أنه على التلميذ الراغب في الحصول على شهادة البكالوريا أن يعمل بجد ولكن غالبًا ما يتم فهم هذا الأمر بالخطأ من طرف التلاميذ الذين يجهدون انفسهم بالمراجعة من الصباح إلى المساء و يقضون ليالي بيضاء مستنكرا دروس الدعم "غير المبررة".

و ينصح هذا المعلم ذو 27 عامًا من الخبرة في التعليم وابنته على وشك اجتياز الامتحان، المترشحين بتجنب الذهاب "مبكرًا جدًا" إلى مراكز الامتحانات لتجنب سماع كل ما من شأنه أن يزعج و يعكر صفوهم.

و أضاف أن من شأن انتشار شائعات كأن الموضوع تداول على الشبكات الاجتماعية أو حتى إدراج هذا الدرس في أسئلة من المواضيع، يمكن أن تقوض معنويات المرشحين و بالتالي فانه من مصلحتهم الذهاب نحو مركز الامتحان في وقته".

من نفس القسم محلي