محلي

"المخدّرات الرقمية وتأثيرها على المجتمع الجزائري" محور أشغال ملتقى وطني

بمبادرة من المنظمة الوطنية للشباب من أجل الجزائر ومخبر الجريمة والانحراف بالشلف

تطرق المتدخلون خلال ملتقى وطني عقد مؤخرا بالشلف حول موضوع "المخدّرات الرقمية وتأثيرها على المجتمع الجزائري" إلى تعريف هذه الظاهرة التي أفرزتها التطورات التكنولوجية والرقمية وكذا تشخيص أسبابها والحلول الكفيلة بوقاية مختلف شرائح المجتمع منها.

وتطرق المتدخلون خلال هذا اللقاء الذي يدوم يومين و المنظم بمبادرة مشتركة بين المكتب المحلي للمنظمة الوطنية للشباب من أجل الجزائر ومخبر الجريمة والانحراف بين الثقافة و التماثلات الاجتماعية من جامعة البليدة 2، إلى تعريف هذه الظاهرة و تشخيص أسبابها والحلول الكفيلة بوقاية مختلف شرائح المجتمع منها، حيث لا تقل أضرارها (المخدرات الرقمية) عن المخدّرات المعروفة في الواقع.

وتعد المخدرات الرقمية، وفقا لرئيسة الملتقى، حنان زعرور، "مجموعة من النغمات الموسيقية تنقسم إلى نوعين من الذبذبات واحدة خاصة بالأذن اليمنى وأخرى باليسرى يتم الإنصات إليها في غرفة مظلمة ووفق طقوس وشروط معينة."

ويتم تحميل هذه النغمات والمقاطع الموسيقية في بداية الأمر مجانا، ثم عن طريق الدفع الالكتروني ليصبح المستخدم الرقمي مهوسا ومدمنا على هذه النغمات التي تحقق له انتشاء نفسيا يؤدي في الأخير، وفقا لنفس المصدر، "إلى تلف الأعصاب وتضررها بحيث لا يقل ضررها عن المخدّرات التقليدية."

واعتبرت الحنان زعرور أن هذا الموعد الأكاديمي الذي يعرف مشاركة أزيد من 160 متدخلا ومختصا في مختلف المجالات التي لها علاقة بالمخدرات الرقمية، "قراءة في واقع الظاهرة واستشراف للحلول ويهدف في الأخير إلى تحسيس وتوعية المجتمع بالأخطار التي يمكن أن تترتب عن إدمان واستهلاك المستخدم الرقمي لهذه البضاعة الالكترونية غير الشرعية".

واسترسلت قائلة : " المخدرات الرقمية هي المولد غير الشرعي للتكنولوجيا (...) تحديات العولمة وسهولة الولوج إلى شبكة الانترنيت، بالإضافة إلى فضول الشباب كلها عوامل من شأنها المساعدة في انتشار الظاهرة وتفشيها في المجتمع".

وثمّنت الدكتورة بعلم النفس والتربية بالمدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة، فتيحة بلعسلة، إشكالية الملتقى التي تسعى للتأصيل الأكاديمي العلمي فيما يخص ظاهرة المخدّرات الرقمية تحضيرا ووقاية منها، آملة أن تساهم هكذا مواعيد علمية في إرساء نصوص تشريعية وصياغة قوانين لتأطير الظاهرة والحيلولة دون تفشيها في المجتمع الجزائري.

ولفتت بلعسلة إلى "ضرورة اهتمام الأولياء والأسر بمراقبة سلوكيات أبنائهم خلال استعمال التكنولوجيا مقترحة في ذات الوقت تنظيم لهم ولأبنائهم دورات تحسيسية توعوية، بالإضافة إلى قيام مخابر البحث بدراسات ميدانية وتوثيق الإحصائيات والنتائج في هذا المجال".

بدورها تطرقت الأستاذة الباحثة من جامعة معسكر، حورية بناني، خلال مداخلة لها إلى الأضرار التي يمكن أن تخلفها المخدّرات الرقمية بدءا من إتلاف الأعصاب إلى التأثير على التركيز والانتباه والدخول في غيبوبة وكذا الشعور برجفة وتشنجات بالجسمـ ومن الناحية الاجتماعية، أبرزت بناني أن هذه الظاهرة الافتراضية "تعمل على إبعاد وعزل المتعاطي عن الحياة الاجتماعية و انخفاض طاقته الإنتاجية بسبب انعزاله عن الواقع الخارجي، فضلا عن تكليفه مبالغ مالية طائلة".

وبحسب بعض الدراسات في المجال، فإن المخدرات الرقمية هي عبارة عن ذبذبات صوتية تتراوح أمواجها الكهرومغناطيسية ما بين ألفا ثم بيتا و ثيتا وصولاً إلى دلتا، حيث ظهرت في ظل تقنية قديمة تعرف ب "النقر بالأذنين" اكتشفها العالم الألماني هينريش في عام 1839 واستخدمت لأول مرة في عام 1970 لعلاج بعض الأمراض النفسية لشريحة من المصابين بالاكتئاب الخفيف.

ق. م/ وأج

من نفس القسم محلي