محلي

الطاقات المتجددة ضرورة لتحقيق تنمية سياحية مستدامة بالجزائر

تعد رهانا للحكومة على المدى البعيد

أكد عدد من الخبراء و الباحثين أن الطاقات المتجددة المتمثلة في الطاقة الشمسية على وجه الخصوص أضحت في العصر الحديث ضرورة و شرط أساسي لتحقيق التنمية سياحية مستدامة في الجزائر على المستوى البعيد.

شدد عدد من الخبراء في مداخلاتهم بالملتقى الوطني حول "استغلال الطاقات المتجددة لخدمة السياحة دورها في تحقيق التنمية المستدامة" بكلية العلوم الاقتصادية التجارية و علوم التسيير، بجامعة بومرداس أمس أول على أنه من خلال الاستغلال الأمثل للطاقات المتجددة المتوفرة عواملها في ربوع الجزائر و المرافقة الجيدة من طرف المعنيين بالمجال يمكن تحقيق تطور و تنمية مستدامة في القطاع السياحي و القطاعات الأخرى على المستوى البعيد .

و يرى البروفيسور مغاري عبد الرحمن، من جامعة بومرداس من خلال مداخلته بعنوان " قدرات و حدود استخدام الطاقات المتجددة لتحقيق التنمية المستدامة" و خبراء آخرون أيدوا طرحه، أنه من شأن استغلال و تنشيط مقومات الطاقات المتجددة تفادي الأضرار البيئية على الوجهة السياحية المعينة المترتبة عن الاستغلال المفرط للطاقات التقليدية .

" و لا يوجد حاليا في الجزائر إهتمام كما يجب أن يكون بإدماج هذه الطاقات المتجددة في مختلف الجوانب و المقومات المساعدة على التنمية السياحية "، إستنادا للمتحدث الذي لاحظ من جهة أخرى و من خلال ممارساته الميدانية أن هناك "رغبة و إهتمام كبير" من طرف الباحثين الجامعيين الشباب خصوصا بهذا المجال خاصة في المناطق الجنوبية من الوطن هي بحاجة إلى دعم و تشجيع.

من جهة أخرى، حث خبراء آخرون من خلال مداخلاتهم على غرار كل من الأستاذتين عيساوي سهام و دوفي قرمية من جامعة ميلة، الباحثين و الخبراء في المجال على عدم إبقاء منتجاتهم العلمية في الاختصاص حبيسة النظريات و أدراج المخابر البحثية و إنما الانتقال بها إلى الإنجاز و التجسيد الميداني.

كما نبه آخرون لخطورة التأثيرات السلبية على البيئة في ظل الاستمرار في استغلال الطاقات التقليدية من غاز و فحم حجري على وجه الخصوص و كلفتها الاقتصادية الباهظة أو بما أصبح يعرف ب "التكاليف البيئية" الناجمة عن ذلك مثل ضرر التلوث البيئي و المحيط و الأضرار التي تلحق بالتنوع الإيكولوجي و غيرها .

و يتوخى من هذا الملتقى وفقا لما صرح به المسؤول عل تنظيمه بن حسان حكيم، "توضيح و تبيان" دور الطاقات المتجددة كبديل عن الطاقات التقليدية في استخدامها في القطاع السياحي تحقيقا لمبادئ التنمية المستدامة المتمثلة في تحقيق الدعامة الاقتصادية عن طريق التنشيط الاقتصادي في القطاع السياحي و في تحقيق الدعامة الاجتماعية المتمثلة في تحسين مستوى معيشة الأفراد و الحفاظ على حق الأجيال القادمة في الموارد الأولية و تحقيق الدعامة البيئية من خلال عدم الإضرار بها.

كما يهدف اللقاء إلى بناء مقاربة لدور الطاقات المتجددة في قطاع السياحة و إبراز دورها في التنمية المستدامة و الوقوف على واقع مساهمتها في قضايا التنمية الاقتصادية و في الاقتصاد الوطني مع عرض لبعض التجارب الدولية في صناعة السياحة .و يعرف هذا اللقاء الوطني ، الذي أشرف على تنظيمه كلية العلوم الاقتصادية التجارية و علوم التسيير بالتعاون مع مخبر مستقبل الاقتصاد الجزائري خارج المحروقات، إلقاء نحو 100 مداخلة من طرف باحثين و خبراء و طلبة دكتوراه من نحو 10 جامعات عبر الوطن إلى جانب تنظيم أربعة ورشات متخصصة .

من نفس القسم محلي