الثقافي
إخلف أزواو يصدر "واصيف في مواجهة كتيبة المطاردين الألبيين السابعة"
يعتبر بمثابة مجموعة شهادات مؤثرة عن مقاومة منطقة بأكملها وخاصة سكان قرية تميغراس
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 ماي 2019
يعد كتاب "واصيف في مواجهة كتيبة المطاردين الألبيين السابعة" لإخلف أزواو (طبع 2017 بالمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية) بمثابة مجموعة شهادات مؤثرة عن مقاومة منطقة بأكملها وخاصة سكان قرية تميغراس بدائرة واصيف (تيزي وزو) لفظائع الاستعمار الفرنسي، ويروي الكتاب على مدار صفحاته ال 538 الأحداث التي ميزت منطقة واصيف دائرة واصيف (على بعد 40 كلم جنوب تيزي وزو) خلال حرب التحرير الوطني, كما يضم صورة بانورامية لقرية تمغراس مأخوذة من جبل تاليتات (يد اليهودي), علما أن مقدمته كتبها عالم الاجتماع والمؤرخ عبد المجيد مرداسي.
كما يتضمن بيانات جغرافية عن قرية تميغراس وسكانها والشهداء حسب الفئة العمرية و الاقتصاد وموارد القرية, فضلاً عن أصولها وأصول القبائل الرئيسية و تنظيمها الاجتماعي وعدد كبير من البيانات الاجتماعية الأنثروبولوجية الأخرى الخاصة بهذه القرية الصغيرة.
ويضع الكاتب أزواو يخلف, من مواليد 20 ديسمبر 1949 في قرية تميغراس, للقارئ والباحثين وثيقة تاريخية تعد ثمرة بحث ومجموعة من الأدلة التي استمر جمعها على مدار ثلاث سنوات. وعلاوة على الوثائق التاريخية و الرسائل و مراسلات أخرى, يتضمن هذا الكتاب صور لشهداء و مجاهدين و ذلك بإرفاق قائمة 145 شهيد من تيميغراس و صور 94 شهيدا منهم بما في ذلك 64 امرأة و ستة (6) أطفال. كما تم ارفاق قائمة الشهود (مجاهدون ومواطنون الذين عانوا من الأحداث المذكورة).
ويذكر المؤلف أحداث وأسماء الشهداء والمقاتلين المعروفين بإيجاز كحالة الشهيد منسي عامر الذي تم إعدامه بالمقصلة في 8 أبريل 1957 ورفيقه الشهيد كاشا أكلي, الملقب "النمر الأسود لجرجرة" بسبب شجاعته وحُكم عليه بالإعدام غيابياً في نفس قضية منصري.
ويملأ الكاتب أزواو هذا الفراغ بإعطاء تفاصيل عن خلفياتهم ومن خلال صورهم (صفحة 68) وغيرهم من المجاهدين بهذه المنطقة.
و يفيد الكاتب الذي استخدم كلمات بسيطة أنه تم إنشاء ورشة لصنع المتفجرات محلية الصنع في أغسطس 1954 تحسباً لاندلاع حرب التحرير الوطني و ذلك في منزل آيت مختار أحمد في قرية آيت عباس. و قد تم إجراء التجارب في إفري سمدهن (الكهف البارد).
ويتحدث الكاتب عن عدة عمليات فدائية في كل من إغزار لحانوت (4 يناير 1957), بالقرب من قرية تيروال, حيث تم خلال هذه المعركة قصف طائرة هليكوبتر مقاتلة من قبل حسين مقران (من قرية زكنون) والتي سقطت على مرتفعات قرية آيت عبد العالي في المكان المسمى امروين. كما تحدث الكاتب عن عملية المنظار في منطقة واصيف وأول اشتباك وقع في 14 يوليو 1959 بين قيادة جيش التحرير الوطني المشكل من 11 مجاهدا بقيادة الماس سليمان الملقب سي سليمان.
كما قدم الكاتب في مؤلفه تكريم خاص للنساء حيال دورهن خلال حرب التحرير الوطني والتي "لا ينبغي أن يتم حجبها عن التاريخ." لقد اعتنين بتنظيم شبكات الدعم و المعلومات و جمع الأموال والمواد الغذائية و بناء و تهيئة المخابئ". كما يروي الكاتب كيف تم إحباط كمين للقبض على مجاهد مناصر أرزقي بفضل يقظة النساء, أمثال زوجات العماري قاسي و بن زاهي حجيلة.
وقدم الكاتب بورتريه عن واصل يمينة التي قامت بتهيئة ملجأ بالقرب من ثكنة عسكرية فرنسية, و كذا بورتريه آخر عن رازي دججيقا التي نظمت رفقة أفراد آخرين من عائلتها و عائلة زوجها بتمغراس شبكة دعم امتدت إلى قريتها أيت بومهدي, حيث قامت بتهيئة مخبأ في منزل آيت أومزيل و آخر في منزل عائلة مزدور, بالإضافة إلى مخبأ بتمغراس في منزلها الخاص. هن نساء كلهن أعدمن على يد الجيش الاستعماري.
ويروي أزواو يخلف حكاية معجزة غابة بركموش التي تعرضت لقصف مكثف من طرف جيش الستعمار الفرنسي حيث تم إصابة المجاهد سي واكلي من تمغراس الذي تم تركه بعين المكان ظنا بأنه ميت و ذلك لمدة يومين وليلتين في مخبأ في هذه الغابة التي تعرضت لقصف مكثف ليتم بعدها اكتشافه حيا في اليوم الثالث من طرف فلاح.
وذكر المؤلف الذي قدم كتابه سهرة أمس الأربعاء على مستوى المكتبة الرئيسية لتيزي وزو أن قرص مضغوط يحتوي على كل الشهادات كان من المفروض أن يتم مرافقته في عمله "غير أن الشخص الذي صوره رفض أن يعطيه إياه" حسبه.
كما أعلن أنه يستعد لإنجاز كتاب أخر على الشهيد بلغرين سعيد المعروف باسم السعيد امشطوح, رئيس الجبهة الذي أعدم شنقا.
ودعا مؤلف هذا الكتاب لكتابة تاريخ الحرب الجزائرية, و ذلك حسب المناطق "لتثبيت الأحداث وأسماء أولئك الذين صنعوها". قائلا أن الأمر "لا يتعلق بكتابة أملا في الربح و لكن القيام بذلك كواجب للذاكرة ".