محلي

جزائريون يوثقون عباداتهم ؟!

عبر اللايف والصور على منصات السوشيال ميديا

وصل الهوس بمواقع التواصل الاجتماعي عند الجزائريين لحدود غير معقولة لدرجة إقحام هذه المواقع في الحياة الدينية حيث بات العديد من الجزائريين منذ بداية رمضان يوثقون عباداتهم من صيام وصلاة تراويح وسحور وهو ما ينبئ بتدهور كبير للقيم بسبب التكنولوجيا.

ولوقت غير بعيد كان شهر رمضان من الأشهر المقدسة عند الجزائريين يمارسون خلاله العبادات في السر والكتمان طمعا في الحسنات والأجر غير أن التكنولوجيا جدل كبير بيرت كل القيوم والمفاهيم وتحولت العبادات في شهر رمضان للعرض والتشهير ليس بحثا عن الحسنات والأجر وانما طمعا في "اللايك" و"البرتاج" ومنذ بداية رمضان عجت مواقع التواصل الاجتماعي بألاف الصور لمائدات رمضان هذه الصور التي تلقي عادة جدل كبير بين رافضي مثل هذه الظواهر التي تمس بالقيم الدينية وتحرج فئة من الفقراء والمعوزين وبين من يعتبرون ذلك امر محبب ولا علاقة له بالتفاخر غير ان صور موائد رمضان باتت تعد لا شيء أمام عادات اخري حيث اصبح بعض الشباب من الإناث والذكور يصورون فيديوهات لايف لصلاة التراويح من داخل المساجد وهو ما انتشر بشكل كبير الأيام القليلة الماضية وخلق موجة غضب بين الجزائريين ورجال الدين الذين اعتبروا هذه الممارسات تمس برمة المساجد وتفقد قدسيتها وهيبتها مؤكدين ان من يصور نفسه داخل المساجد ويوثق الشعائر الدينية بالليف وعبر صور الفايسبوك هو أثم، بالمقبل فأن صور الجزائريين وهو صيام اخذت هي الأخرى ابعادا خطيرة هذه الأيام حيث تحول الصيام لفعل يمكن توثيقه من خلال الصورة والفيديو وكأن هذه العبادة المقدسة تحتاج لتوثق وتكتب عبر جدران الفايسبوك والإنستغرام والتويتر وعن هذه الظواهر يؤكد مختصون في علم الاجتماع أن هوس الجزائريين بمواقع التوصل الاجتماعي فاق كل الحدود واقتحم كل مجالات حياتهم وبات من غير الممكن على أغلب الشباب التخلي عن التكنولوجيا في حياتهم وبما ان العبادات والطقوس الدينية هي جزء من حياة الجزائريين المسلمين فأن التكنولوجيا طغت على هذه العبادات والطقوس في صورة تعكس سلبيات هذه التكنولوجيا.

م. غازي

 

من نفس القسم محلي