الثقافي

"النخب مطالبة بتوجيه الرأي العام إلى احترافية شبابنا في تسيير الأحداث التي تعرفها الجزائر "

خلال مشاركته في ملتقى السيرة النبوية بورقلة، الدكتور بريك الله حبيب:

ساهم الدكتور بريك الله حبيب الأستاذ المحاضر بالمركز الجامعي علي كافي بتندوف في الملتقى الدولي الثامن للسيرة النبوية تحت عنوان: الشباب والتنمية المجتمعية في ظل السيرة النبوية تحت شعار “يا نشء أنت رجاؤنا وبك الصباح قد اقترب”، الذي نظمته مديرية الشؤون الدينية بالتنسيق مع جامعة قاصدي مرباح بورڤلة تحت رعاية وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مؤخرا برئاسة مدير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور عمر مولاي حساني.

وتمحورت مداخلة الدكتور حبيب حول موضوع غاية في الأهمية ألا وهو دور الشباب الجزائري في تقوية أواصر التكافل الاجتماعي من خلال الجمعيات الوطنية، حيث يقول “هاته الجمعيات التي أصبحت تستقطب الشباب الجزائري من أجل أن تستفيد من نشاطاته المختلفة، والتي سعى من خلالها هذا الشباب إلى أن يرسم الوجه الحقيقي لمجتمعنا الإسلامي الذي ترعرع في ضوء سيرة سيد الخلق محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام”.

وتطرق الباحث في مداخلته إلى نموذج من نماذج هاته الجمعيات التي تنشط على المستوى المحلي بمدينة تندوف، ومختلف نشاطاتها الاجتماعية التي تمحورت حول مساعدة المعوزين والأرامل والأيتام وتقديم الرعاية الطبية للمرضى والختان الجماعي والزواج الجماعي وغيرها من النشاطات المختلفة والمتنوعة التي تخلق تلك البصمة الاجتماعية، وتوطد علاقات الأفراد فيما بينهم داخل المجتمع الواحد.

وأوضح بريك في هذا الشأن: “لا يخفى على أحد والجزائر تعيش في هذه الفترة زمن الحراك الشعبي الذي رفع راية الشباب، أولا وأخيرا وجب علينا كنخبة أن نوجه الرأي العام والعالمي إلى احترافية شبابنا في تسيير هاته الأحداث بالطرق السلمية التي تربينا عليها في ضوء السيرة النبوية المباركة، وأن تكون اهتمامات الشباب كلها تصب في بوتقة خدمة المجتمع والحفاظ على مكتسبات البلد الحبيب الجزائر الغالية”.

وقد ساهم فريق المتحف العمومي بكل إطاراته وعلى رأسهم المدير أحمد الأصنوني في نجاح هذه الأيام التراثية الطيبة باستقطاب مجموعة من الباحثين الدكاترة والمهتمين وبعض هواة البحث في التراث المخطوط، بتقديم محاضرات وورشات علمية متنوعة تصب كلها في إطار البحث ضمن عوالم المخطوط، وما تكتنزه من كنوز ونفائس مختلفة.

وتعتبر المخطوطات من الأوعية المهمة التي تحفظ التراث وتاريخ الشعوب، وللحفاظ على هذا التاريخ وفهمه فهما صحيحا، كان لا بد من العمل على تحقيق النص المخطوط منه تحقيقا علميا سليما نصل به إلى مراد المؤلف وغايته، لأن التحقيق في تعريفه الاصطلاحي هو إخراج النص المخطوط كما أراده صاحبه. وقد عُرف تحقيق المخطوطات في الغرب منذ زمن طويل، وانتشر عند علماء العرب منذ حوالي 100 عام بالتقريب.

وحاول الدكتور بريك الله حبيب من خلاله بحثه، أن يبرز الطريقة الميسرة، وكيف يبسّط للمهتم بهذا الفن الجميل طرق وأساليب تحقيق مخطوط في وقت قصير بمناهج علمية سهلة، بالاعتماد على أمهات المراجع التي تطرقت لعملية التحقيق العلمي الأكاديمي التي تجعل الباحث يكسب الثقة في نفسه، ويغوص في غمار هذا التخصص الشيق الممتع الذي نسترجع من خلاله علوم وآثار علمائنا الأجلاء المتناثرة بين خزائن العالم العربي والغربي منه.

وكانت مداخلة الدكتور بريك الله حبيب عملية مبسطة تهدف إلى خلق نوع من الثقة لدى الباحثين الجدد في مجال تحقيق النصوص التراثية.وقد عرف الملتقى الكثير من المناقشات العلمية القيمة في مختلف محاوره المتنوعة، كما أقيم على هامشه بعض الزيارات الميدانية لبعض المزارات التاريخية والأثرية التي تتزين بها عاصمة الزيانيين تلمسان الطيبة.

واستضافت حصة “أنتم أيضا” بالمحطة الجهوية للتلفزيون الجزائري بوهران الدكتور بريك الله حبيب حول مسيرة نجاحه وسيرته التي بدأها منذ الصغر مجتهدا مثابرا في تحقيق حلمه، يسعى جاهدا من أجل ارتياد قمم النجاح.وقال بريك بهذا الخصوص:” كانت هاته الوقفة الاعلامية مع أحمد بن الصبان في حصته الرائعة، التي سعى من خلالها إلى نثر الدرر وكشف النقاب عن شباب تحدوا عوالم الصعاب من أجل أن ترد أحلامهم مورد الظمآن من نفحات النجاح”.

وتخللت الحصة الكثير من المواقف المؤثرة التي عايشها الباحث في فترات حياته المختلفة.

وفي سياق مشاركاته التلفزيونية قال بريك: “سعدت للمرة الثانية بتسجيل عدد جديد من حصة قراءات مع الأستاذ جلاب فرحات الذي سبقه عدد سابق تحدثت فيه عن كتابي الجديد حول فهرس المخطوطات الجزائرية، الخزائن، الدول العربية والإسلامية، أما العدد الجديد فكان محوره يتحدث عن أعمال العلامة محمد المختار بن بلعمش الموساني الجكني مؤسس مدينة تيندوف وكذا مؤلفاته التي وفقت في تحقيقها وأخرجتها للنور من جديد، وفي الحقيقة تحقيق هذه النصوص التراثية كان منذ عام 2010 ولم تطبع سوى السنة الماضية وتخص كل من الأعمال التالية: شفاء الصدور في فتح مسألتي المشكور، هذا المخطوط الذي تحدث عن حكم الصلاة عن النبي محمد بن عبد الله وعن فوائدها وهل تعود للمصلي أم المصلى عليه وعن الكثير من الفوائد الأخرى، أما الكتاب الثاني وهو معرفة المباني لصحة المعاني والإعانة للمقصر العاني وهو مخطوط اهتم بعلم القراءات ومخارج الحروف وحكم الشرع في الحزب الراتب وعن جزئية مهمة سماها العلامة بلعمش بالتجويد الباطني وهي تدبر آيات الذكر الحكيم، أما الكتاب الثالث وهو نصيحة قضاة البرية في منع الرشوة والهدية، وهو مخطوط عاد فيه العلامة إلى ذكر الآيات والأحاديث التي تطرقت للهدية والرشوة في ديننا الحنيف وأتى بنصوص فقهية بسط فيها للقارئ ما يجب أن يعلمه عن حكم الدين في هاتين الجزئيتين”.

من نفس القسم الثقافي