محلي

عائلات تقتات على "بقايا القمامة" في الشهر الفضيل

في صورة مخجلة تتكرر كل سنة

لم تكفي المساعدات التي وزعتها كل من المساجد والبلديات والجمعيات الخيرية لسد احتجاجات الفقراء خلال الشهر الكريم خاصة وان هذه المساعدات لم تشمل الكثيرين حيث تم إقصاء العديد من العائلات المعوزة دون أسباب واضحة وهو ما دفع هذه العائلات للجوء إلى المزابل بحثا عن رزقهم حيث تحولت حاويات القمامة على مستوى العديد من الأسواق الشعبية المنشرة ببلديات الوطن إلى مصدر قوت للكثير من العائلات الفقيرة في رمضان في صورة مخجلة تتكرر كل سنة.

 وقد دقع تدهور القدرة الشرائية للجزائريين وارتفاع معدلات الفقر بعض العائلات لاتخاذ حاويات القمامة مصدر رزق لها في عز شهر رمضان الذي من المفروض أنه شهر للتأخي والتآزر ولم تتمكن مساعدات الجزائريين فيما بينهم وكذا مساعدات البلديات والجمعيات الخيرية والمساجد في سد حاجيات كل الفقراء في الجزائر  لتظهر فئة من هؤلاء باتت تتخذ في حاويات القمامة مصدر لرزقها في عز شهر الصيام، وهي الظاهرة التي تضاعفت خاصة بسبب تراجع القدرة الشرائية لأغلب الجزائريين في وقت هناك من العائلات من تتهم بالتبذير في رمضان ويتم رمي أطنان من المواد الغذائية والوجبات الكاملة في المزابل بالإضافة على رمي التجار عادة كميات كبيرة من الخضر والمنتجات الغذائية التي تتعرض للتلف ما جعل فئة من الجزائريين تفطر في شهر رمضان من القمامة، وفي جولة قادتنا لعدد من الأسواق الشعبية بالعاصمة وقفنا على الظاهرة حيث باتت عائلات بأكملها نساء ورجال تقتات على   بقايا القمامة التي يلقيها التجار في مداخل ومخارج هذه الأسواق، فهذه القمامة عادة ما تحتوي على بقاي للخضر تكاد تكون تالفة ومواد غذائية أخري على غرار الاجبان ومشتقات الحليب تالفة ومنتهية الصلاحية غير ان ذلك لا يهم بالنسبة لعائلات انهكها الصيام والجوع والفقر، وحسب ما أكده لنا عد من التجار في بعض الأسواق التي زرناها فأن الظاهرة تتكرر كل سنة وترتفع خلال بداية شهر رمضان حيث يرصد التجار  يوميا أعداد مختلفة من النساء يتداولون الدور في التنقيب على بقايا للخضر والمواد الغذائية الأخير التي تكون عادة تالفة ولا تصلح للبيع ويقومون بأخذها وتنظيفها،  أما الرجال فحسب شهود فهم يختارون الفترة المسائية للبحث في القمامات بعيدا عن أنظار الناس، كما أن الحاويات تمتلئ عن آخرها في الفترة المسائية، بعد أن ينتهي التجار من عرض سلعهم ويقومون برمي كل ما تبقى في الصناديق في صورة مخجلة للمسؤولين الذي تفاخروا قبل بداية رمضان بصرف الملايير لمساعدة الفقراء والمحتاجين غير ان ما قدمته الدولة لا تكفي هذه الفئة أسبوع واحد في رمضان.

م. غازي

 

من نفس القسم محلي