محلي

انطلاق موسم جز صوف المواشي في أجواء احتفالية وتضامنية بغرداية

تعبر عن مدى تمسكهم بعادات و تقاليد المنطقة

إنطلقت عملية جز صوف المواشي بغرداية في أجواء احتفالية وتضامنية بين مربي الأغنام والتي تعبر عن مدى تمسكهم بعادات و تقاليد المنطقة.

 قد اعتاد سكان المنطقة إقامة هذا الموعد السنوي منذ عدة قرون، و الذي تمتزج فيه مشاعر المودة ومظاهر التضامن الجماعي والتآخي، والتي تعكس مدى تشبث الأسلاف بعادة "التويزة" (العمل الجماعي) وذلك بمشاركة مربي المواشي من مختلف مناطق الولاية.

و جرت العادة أن تنظم هذه العملية مع نهاية فصل الربيع وقبل حلول فصل الصيف، ضمن مبادرة جماعية تطوعية تشارك فيها مجموعات من المربين، مثلما أوضح حاج قادة ولد العربي، مربي و مسؤول محلي للإتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين على هامش انطلاق عملية جز الصوف التي نظمت بمنطقة "سوارق" ، إحدى المناطق الريفية لبلدية متليلي (40 كلمجنوب غرداية) .

و تعد "التويزة إحدى العادات الإجتماعية لشعبنا التي تميز موسم جز صوف و وبر المواشي على غرار باقي مناطق الوطن، و نعمل بشكل جاد من أجل استدامة هذه التقاليد الإجتماعية التي تحمل قيم التضامن وكرم الضيافة "، يضيف ولد العربي.

و يختار جزازو الصوف المتطوعون و هم مجهزون بمقصات مشذبة (مجزات) أماكن نظيفة للقيام بهذه العملية وهم يرددون أثناءها الصلاة على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وذلك بعد تجميع قطعان المواشي ذات الصوف الكثيف بعد تسمينها خلال الفترة الشتوية، حيث يقوم أحدهم بالقبض عليها واحدة تلو الأخرى و جرها إلى الجزاز من أجل تخليصها من "معطفها الشتوي" ذي الكتلة الناعمة (الصوف الخالص).

وأشار البيطري سعيد فتاتة أن عملية الجز عبارة عن "تقنية ضرورية وإجبارية لسلامة صحة الحيوان الذي يحمل الصوف تحميه من الطفيليات الخارجية (القمل والقراد) و يسمح للجلد بالتنفس.

و أوضح أن جز الصوف عملية بيطرية نظيفة تجنب ظهور الطفيليات، و تساعد كذلك على انتعاش الحيوان و تجديد الصوف لديه .

و تستهدف عملية جز الصوف قطعان الأغنام بما يقارب 360.000 رأس متواجدة بحظائر 3.400 مربي مواشي عبر إقليم الولاية ، حسب معطيات مديرية المصالح الفلاحية.

و ينتظر إنتاج ما يفوق 5.200 قنطار من صوف الأغنام الخالص بولاية غرداية في نهاية عملية الجز التي انطلقت نهاية الأسبوع المنصرم، حسب ما أوضح لـ"وأج'' المكلف بمصلحة الإحصائيات بمديرية القطاع، خالد جبريط .

و ينتج كل رأس من الأغنام ما معدله 2 كلغ من الصوف الخالص، حيث لا يتلقى الجزاز المتطوع في المقابل أي تعويضات على أتعابه عن كل رأس ، ذلك أن ثمن تلك الكمية المنتجة من الصوف إذا ما تم تقييمها ماديا لا يغطي في أي حال من الأحوال تلك الأتعاب ، وهذا ما يبرز هدف "التويزة" .

و بمناسبة انطلاق مراسم موسم الجز التي أقيمت بمنطقة ''سوارق'' بمتليلي ، أبرز مربو المواشي بعض الصعوبات التي تواجه صناعة الصوف في المنطقة ، لا سيما ما تعلق منه بمسألة التسويق ، كما يعتبر هذا الحدث كذلك فرصة للمهنيين لتبادل الخبرات في هذا المجال.

كما تحدث ممارسو شعبة الصوف عن ندرة المنافذ لمنتجاتهم، والمداخيل الزهيدة التي يدرها هذا النشاط بسبب المنافسة الكبيرة لمواد أخرى بسيطة (رغوة و قطن وغيرها) التي تستعمل عادة في حشو الأفرشة و الوسائد.

و أعربوا كذلك بالمناسبة عن تأسفهم لندرة اليد العاملة التي كانت مضمونة تقليديا من طرف النساء، وهو العمل اليدوي المنخفض الأجر.

من نفس القسم محلي