محلي

عيد التقطير يبعث في عاصمة الجسور المعلقة روائح زهر اللارنج والورد

تعبر عن تراث مادي لإحياء الطبيعة بسيرتا القديمة

تعيش قسنطينة منذ بضعة أيام على وقع العيد السنوي لتقطير الورد و زهر شجرة اللارنج لتبعث بالمدينة روائح طيبة منعشة، و بهذه المناسبة التي تعبر عن تراث مادي لإحياء الطبيعة بسيرتا القديمة تقام معارض و تنظم صالونات خاصة بالنباتات و الزهور و كذا عمليات في الهواء الطلق و أمام الجمهور لتقطير الورد و زهر شجرة اللارنج بكل من ممرات بن بولعيد بجوار حديقة بناصر بقلب مدينة الصخر العتيق مما زاد من إقبال الفضوليين و كذا الزبائن.

تصادفك بعين المكان إحدى العارضات الحرفية لويزة التي أكدت أن سوق تقطير الورد و زهر شجرة اللارنج بقسنطينة " قد انتعش و ازدهر  أكثر في السنوات الأخيرة".

و قالت في هذا الصدد: "لدي الكثير من الطلبات أعمل على تلبيتها لزبائن من قسنطينة و كذا آخرين من وليات مجاورة" مشيرة إلى أن الصالون السنوي لتقطير الورد و زهر شجرة اللارنج  مربح بالنسبة للحرفيين و تجار النباتات.من جهتهم أفاد حرفيون مختصون في تقطير الورد و زهر شجرة اللارنج بأن هذه العملية دقيقة جدا و تتطلب التحكم في "بعض المهارات" للحصول على ما يسمى محليا ب"رأس القطار" (مستخلص ماء الورد).

فهذا الموسم يتراوح سعر "الكبة " (كمية من الزهر شجر اللارنج ما بين 2000 د.ج و 2500 د.ج مقابل 3000 د.ج و 3600 د.ج.بدار الثقافة مالك حداد يتم إحياء تقطير الورد و زهر اللارنج في معرض يسر الأنظار يبرز مدى الدراية و المهارة التي تتطلبها هذه الحرفة التقليدية التي تشتهر بها مدينة الصخر العتيق و امتدادها إلى غاية حامة بوزيان حيث بساتين شجر اللارنج و الورد.

و بعين المكان يعرض حرفيو النحاس  أدوات من مختلف الأحجام مساهمين بذلك في المحافظة على حرفة في طريق الزوال  بينما يعرض آخرون قنينات تسمى محليا "مقلفة" مغلقة بإحكام يجمع فيها مستخلص ماء الورد و زهر اللارنج المقطر.

كما يطلع الزائر لدار الثقافة مالك حداد في إطار العيد السنوي لتقطير الورد و زهر اللارنج على فن الطبخ القسنطيني الأصيل و الأطباق التي تحضر بمستخلص ماء الورد و زهر اللارنج المقطر باعتبارها عطور غذائية طبيعية ذات قيمة و لا يمكن الاستغناء عنها في الطبخ المحلي. 

و يمنح ماهرون في فن الطبخ المحلي لفرصة للزوار من تذوق المقروظ، طمينة اللوز و الرفيس و المشلوش و شباح الصفراء المعطرة بما يسمى محليا بـ"ماء الزهر" و ماء الورد.

من نفس القسم محلي