محلي

قسنطينة: الكلاب الضالة ضحية اعتداءات بشرية قاسية

القضاء على 700 كلب ضال خلال سنة 2018

يمكن للكلب الذي يعد أفضل صديق للإنسان أن يتحول في ظرف وجيز إلى مصدر خطر عندما يكون في حالة تشرد و لكن أيضا عندما يكون عرضة لانتقام بشري بدءا من بتر الأعضاء و التسميم و وصولا إلى الذبح، كما يحدث في قسنطينة، مما يثير حساسية ذوي النفوس المرهفة و المتطوعين و الجمعيات الخيرية الذين يعملون على تحديد هذه الكلاب و تلقيحها و إيجاد مقرات لها من خلال توفير ملاجئ في انتظار غد أفضل.

و تجتاح الكلاب الضالة الأحياء بحثا عن الطعام و عن ملجأ بعد أن يتم التخلي عنها من طرف ملاكها و في ظل عدم الإمساك بها و تحويلها إلى مكان لائق حيث يفترض أن يتم التكفل بها من طرف مصالح البلدية.و في بعض الأحيان تتحرك هذه الكلاب في شكل مجموعات من شارع إلى آخر مشكلة هدفا و لكن أيضا ناقلا خطيرا للأمراض في غياب التلقيح و المراقبة من طرف السلطات المختصة.

و اعترف لوأج الطبيب البيطري حسان حجيرة رئيس جمعية "السلام 25" لحماية الحيوانات و البيئة الذي يقوم بجمع كلاب ضالة منذ 7 سنوات من أجل معالجتهم و تلقيحهم بأنه قام باستحداث ملجأ لهذه الحيوانات من أجل القيام على وجه الخصوص بتحديد نوعيتها و تلقيحها علاوة على إيجاد "مربين" لتبينها.

و بعد أن أضاف بأن "الكلب لا يشكل أبدا خطرا على الإنسان" أوضح رئيس هذه الجمعية التي تم اعتمادها في 11 فبراير 2019 بأنه بإمكان هذا الحيوان المعروف بوفائه مع ذلك أن يصبح شرسا عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن نفسه لاسيما عندما يتم الاعتداء عليه من طرف أطفال أو حتى أشخاص كبار.

كما أعرب عن رغبته في إنشاء "مكان لاحتضان الكلاب و لكن أيضا القطط الضالة يكون متاحا أمام الأطفال و أوليائهم حتى يتمكنوا من التعود على هذه الحيوانات و تعلم كيفية الاعتناء بها و رعايتها" لكن يظل هذا المشروع –حسب ما أضافه- متعلقا ب"مساعدة السلطات العمومية."

و في انتظار ذلك أكد حجيرة بأن منازل أعضاء جمعية "السلام 25" تشكل ملاجئ بالنسبة للكلاب الضالة "من أجل معالجتهم و تلقيحهم و إيجاد متبني لهم".

و تحدث في ذات السياق عن حالة كلب ضال "هزيل و مريض و ذو مظهر مثير للاشمئزاز" تم أخذه من طرف إحدى عضوات الجمعية و الذي سمحت الرعاية التي خضع لها بإضفاء مظهر جميل و حيوية له موضحا بأنه تم في وقت لاحق تبني هذا الكلب.

و استنادا لرئيس جمعية "السلام 25" يتم استغلال أغلبية الكلاب الضالة "في الحراسة" من أجل تأمين ورشات البناء و ردع أي أشخاص غرباء قد يحومون بالمكان قبل أن يتم تركهم لقدرهم بعد بضعة أشهر بمجرد استكمال المشروع و استلامه.

و أضاف حجيرة "لقد كان يتعين استخدام هذه الكلاب التي توقفت عن حراسة الورشات في تأمين مواقع أخرى تتطلب حراسة لاسيما في الفترة الليلية بدل تركها بمفردها تحت رحمة أشخاص سيئ النية أو القضاء عليها خلال حملات منظمة من طرف مصالح البلدية".

و بعد أن اعتبر أن "القضاء على الكلاب الضالة لا يشكل حلا" لإمكانية التسبب في خلل في النظام البيئي سلط، ذات البيطري الضوء على "الدور الهام" للكلاب التي تمثل حصنا واقيا ضد بعض الحيوانات المتوحشة مثل الذئب أو الخنزير علاوة على القطط التي تسمح بتنظيم أعداد الجرذان.

و علاوة على هدفها في إيجاد ملجأ للكلاب و القطط الضالة تطمح جمعية "السلام 25" أيضا حسب ما أضافه ذات المتحدث إلى التعريف بالأمراض المتنقلة من الحيوان للإنسان و حماية الثروة الحيوانية المتوحشة علاوة على البيئة و ذلك خارج حدود ولاية قسنطينة مع تأسيس مؤخرا جمعية "السلام 23" بعنابة و إنشاء عما قريب جمعيات السلام 4 و 5 و 19 (بكل من باتنة و بسكرة و سطيف.)

من أجل مواجهة العدد الكبير للكلاب الضالة يتم تنظيم حملات القضاء على الحيوانات الضالة و لكن أيضا حملات قبض بشكل منتظم من طرف مصالح البلدية لكن هذه الحملات بعيدة كل البعد من أن تشكل علاجا شافيا للحد من انتشارها، حسب ما اعترف به لوأج شراف بن ساري طبيب بيطري و نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لعاصمة الولاية مكلف بالنظافة و التطهير و الوسائل العامة.

و خلال سنة 2018 تم القضاء على حوالي 700 كلب ضال بقسنطينة حسب ما أكده ذات المتحدث موضحا بأن هذا الرقم يظل "بعيدا عن الواقع" بالنظر للعدد الكبير للكلاب الضالة الموجودة عبر إقليم الولاية في حين لا توجد سوى فرقتان مكلفتان بمسك الكلاب خلال النهار و القضاء عليها خلال الفترة الليلية.

و يرى ذات المنتخب بأن الأمر يتعلق بعمليات "غير كافية" حيث يتعين خلال سنة 2019 زيادة عدد الأعوان المكلفين بالقبض على الكلاب من أجل الإمساك بأكبر عدد منهم و التقليص من عملية قتلها.

و أفاد بن ساري في ذات الصدد بأن مصالح البلدية تطمح أيضا إلى إصدار اقتراح يستهدف القبض على الكلاب بالاعتماد على مسدسات مخدرة من أجل التمكن من تسهيل عملية القبض عليهم و رعايتهم و تلقيحهم بمشاركة الجمعيات المحلية لحماية الحيوانات.

و مع ذلك و في انتظار إنشاء مستقبلا محشر موجه للحيوانات الضالة (كلاب و قطط و أغنام و أبقار) من المزمع أن يكون مقره بجبل الوحش تحول مصالح البلدية الكلاب التي يتم القبض عليها إلى محلات موجودة بحي باردو لكن في ظل ضيق المكان "ينتهي الأمر بكثير منها بقتلها"، حسب ما أفاد به ذات المتحدث.

من جهته، كشف محمد بومعزة مدير المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري بروبكو بأن المصالح المعنية توجه جهودها أكثر نحو القبض على الكلاب موضحا بأنه خلال سنة 2018 من أصل ال700 كلب ضال الذين تم القضاء عليهم 30 بالمائة قتلوا بالتعاون مع جمعية الصياديين (عندما يكون أعضاؤها موجودون) و مصالح الشرطة و الدرك.

و بالنسبة لجمعيات حماية الحيوانات فإن الأمر يتعلق بوضع حد للقضاء على الكلاب و القطط الضالة متطرقة ل"المعاناة التي قد تسببها هذه العملية لهذه الحيوانات" و داعية إلى مكافحة انتشار هذه الحيوانات من خلال التحديد و التلقيح و التعقيم رغم أن هذه "الحلول" منصوح بها من طرف المنظمة العالمية للصحة.

من نفس القسم محلي