محلي

لا مكان لـ "الذباب الإلكتروني" بين الجزائريين في "السوشل ميديا"

مطالب الشعب معروفة ومعبر عنها في المسيرات ويقف بالمرصاد لأي دعوات تغليط

تعرّف الجزائريون حديثا على مصطلح الذباب الإلكتروني حيث استعملت وسائل إعلام وأحزاب سياسية وشخصيات وطنية هذا التعبير للإشارة لحجم الإشاعات ومحاولة تغليط الراي العام بشأن عدد من القضايا والمعطيات المتعلقة بالحراك الشعبي الذي بدأ في 22 فيفري في حين لجات لذات المصطلح  بعض الأطراف لمحاولة التشكيك في رغبة الجزائريين حقيقية في استمرار الحراك الشعبي غير ان الواقع يشير ان الجزائريين الذين يعبئون عبر "السوشيال ميديا" للمسيرات والمتظاهران هم أنفسهم من يخرجون كل جمعة بالملايين ليرفعوا مطالب شرعية لا مزيفة يروج لها الذباب الإلكتروني وبعدما كان الجزائريين يسمعون عن ما يعرف بالذباب الإلكتروني عبر وسائل الإعلام الأجنبية وعبر تقارير تتحدث عن قضايا دولية اقتحم المصطلح وسائل الإعلام المحلية وتصريحات الشخصيات المعروفة منهم رؤساء أحزاب واعلاميون كبار حيث اتهم هؤلاء الذباب الإلكتروني بمحاولة تغليط الراي العام والتشويش على الحراك الشعبي الذي بدا في 22 فيفري الماضي خاصة في ظل المعطيات الجديدة التي تشهدها الساحة الوطنية واستمرار المظاهرات التي يتم التعبئة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تعد نطاق انتشار وعمل الذباب الإلكتروني، الذي يطلق عليه أيضا اسم اللجان الإلكترونية، المليشيات الإلكترونية، الكتائب الإلكترونية، وغيرها من الأسماء.

في حين حاولت بعض الأطراف التشكيك في توجهات الحراك الشعبي ومن يعبئ الشارع لمسيرات كل يوم جمعة مستعملة نفس المصطلح. وفي الواقع فان الذباب الإلكتروني هو مصطلح يعبر عن استخدام الحسابات المزيفة بكثافة في اتجاه معين، سواء للدفاع عن وجهة نظر معينة، أو الهجوم على وجهة نظر أخرى مغايرة. ويستخدم هذا الأسلوب في مواقع التواصل الاجتماعي وهذا في مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى قضايا الفن والتقنية وقضايا بمجالات أخرى مثل المواضيع الدينية.

ويعمل الذباب الإلكتروني على فرض أمر الواقع، من خلال التأكيد على أن مناصري فكرة معينة أو رأي محدد هم الأغلبية، لهذا تحتاج هذه التقنية إلى الكثير من الحسابات المزيفة كي تنجح وأن يتم النشر واستخدامها في ذات الوقت. ويعمل الذباب الإلكتروني على قمع الرأي المخالف من خلال التعليقات المعارضة وكذلك نشر منشورات هجومية على الرأي أو الجهة المستهدفة. ويعمل الذباب الإلكتروني على إنشاء هاشتاغ معاكس والنشر فيه بكثافة ليتفوق على الأصلي من حيث النشاط وعدد المنشورات والتفاعل، بالتالي قمع الهاشتاغ الأصلي والتأكيد على أن المطالبين بتلك الفكرة أقلية وأن الأغلبية مع الفكرة التي يدافع عنها الذباب الإلكتروني، في حين تبقي الجهة التي توظف هذه اللجان الإلكترونية مجهولة وغير معروفة.

ومن هنا يطرح التساؤل عن توظيف مثل هكذا مصطلح في الحراك الشعبي بالجزائر كون المطالب المعبر عنها من طرف هذا الحراك معروفة وهي نفسها التي يتمم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويتم رفعها في المسيرات والمظاهرات المليونية فان كان الذباب الإلكتروني يحاول فرض اتجاه عبر فايسبوك وتوتير عن طريق حسابات مزيفة ففي هذه الحالة فان من يخرجون أيضا كل جمعة بالملايين هم أيضا مزيفون!

أيمن. ف

من نفس القسم محلي