الثقافي
الجزائر تعيش لحظات تاريخية فارقة
الباحث الجزائري بوعمامة:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 09 أفريل 2019
اعتبر الباحث الدكتور العربي بوعمامة أن ملتقى تونس كان سانحة هامة للباحثين والإعلاميين من مختلف دول العالم العربي لنشر ثقافة عمل بحي راقي وأصيل وعميق، يتناول قضايا الراهن العربي في أبعاده وربطه بالتنوع الثقافي الموجود، ومن ثمة التعامل معه كواقع يقتضي الدراسة لا التوجس.
وأشار الدكتور إلى أن الجزائر التي تعيش خلال هذه اللحظات التاريخية الفارقة في تاريخها السياسي تتعامل مع مختلف القناعات السياسية والثقافية كمخزون ثري للوحدة الوطنية.
ولفت الأستاذ في مداخلته إلى أن هذا التنوع لا يلغي الآخر، بل إنه يؤسس لقوة في الطرح والتوصيف وينقل الشباب إلى مشهد نوعي من الثقافات والقناعات والأفكار التي تبني الجزائر ثقافيا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا، داعيا إلى ضرورة أن يكون لوسائل الإعلام قيادات وكفاءات قادرة على تناول قضايا التنوع الثقافي برؤية عميقة موضوعية وبطرح يركز على رفع الرصيد المعلوماتي لدى المتلقي بدل نشر أي مظاهر ورسائل تستهدف الوحدة والكيان الجامع للمجتمع ومرجعياته التاريخية والدينية.
وأكد الباحث العربي بوعمامة أن ملتقى تونس الدولي حول التنوع الثقافي ووسائل الإعلام شكّل في الحقيقة محطة فاصلة لتأصيل ودعم بحوث أكاديمية تشتغل على الموضوع لدى العديد من الباحثين والأساتذة في الاتصال والإعلام، مشيرا إلى أن مخبر الاتصال والإعلام بالجزائر يعمل بفرق بحث على إعداد العديد من الدراسات التي تهتم بالإعلام وبيئة الاتصال الجديد والعمل الإعلامي في ظل التغيرات الثقافية والمجتمعية.
واعتبر الباحث أن العمل البحثي والأكاديمي يجب أن ينتقل إلى تعاون بين الباحثين العرب عبر منابر جامعاتهم ومؤسساتهم الأكاديمية وألا يبقى حبيس أدراج المخابر والجامعات التي يجب أن تكلل في مشروع بحث عربي تأخر تجسيده سنوات طويلة.
وقال الدكتور العربي بوعمامة وهو يعرج على التنوع الثقافي الذي تمتاز به الجزائر، إنه مؤشر لقوة مجتمع ووطن مخزونه التاريخي ثري ومتنوع وطابع يؤسس لنضالات وأمجاد لا يمكن إلغائها في سياق التوثيق والتحليل.
واعتبر الباحث أن العديد من الروابط المشتركة بين الجزائر وتونس ترتكز على بعد تاريخي أصيل ثوري، ويجب الاهتمام بهذه الروابط التاريخية والثقافية بين دول العالم العربي في البحوث والتناول الإعلامي لأن الوضع العربي والعمل المشترك يعيش في هذه اللحظات أصعب مراحله، وهو يكاد ينعدم بالمستوى والغاية المنشودة من قبل الشعوب العربية.
ودعا إلى إنجاز مركز عربي للثقافة العربية يدعم التوجهات والثقافات العربية المشتركة، ويؤسس لعمل عربي إعلامي خاصة في هذا الملف بالذات الذي يجب أن توليه الجامعة العربية أهمية كبيرة، خاصة وأن الباحثين العرب لهم في العديد من الدول العربية إسهامات أكاديمية وبحثية نوعية في هذا الموضوع بالذات الذي يجب أن يكون أولوية في العمل البحثي والأكاديمي الذي لم ينتقل بعد إلى جهد عربي مشترك يركز على رهانات العرب ومخزونهم الثقافي والتاريخي المشترك.
واعتبر الدكتور العربي بوعمامة أن ملتقى تونس يعتبر فرصة هامة لمراجعة السياسات الأكاديمية التي لا تهتم بعد بالعمل البحثي العربي المشترك سواء في معالجة مواضيع الراهن أو قضايا تاريخية جامعة ومشتركة.
العربي بوعمامة هو أستاذ محاضر ورئيس قسم الإعلام بجامعة مستغانم، حاصل على شهادتي الدكتوراه والتأهيل الجامعي، نشر عدة أبحاث في مجلات علمية محكمة وشارك في أكثر من 40 مؤتمرا دوليا، منسق اللقاء العلمي السنوي الدولي الذي يعقد بجامعة مستغانم حول الدراسات الإعلامية والاتصالية. رئيس مخبر الدراسات الاتصالية والاعلامية بجامعة مستغانم، مؤسس ورئيس تحرير المجلة الدولية للاتصال الاجتماعي، مؤسس وسام عبد الحميد بن باديس للإعلام والثقافة بجامعة مستغانم. تشمل الاهتمامات البحثية للأستاذ العربي بوعمامة قضايا علم الاجتماع الإعلامي، الاتصال السياسي. هو عضو في العديد من الهيئات العلمية الوطنية والدولية. منسق مكتب الرابطة العربية للبحث العلمي والاتصال بمستغانم وحاصل على درع التميز العلمي للرابطة سنة 2017، وهو مؤسس ومنسق كرسي عبد الرحمن عزي للتنظير الاعلامي في الجزائر.