الثقافي

الجزائر حاضرة في فعاليات الدورة الثامنة من "مهرجان الحكاية" بتونس

محاولة دراسة المتخيّل الشعبي وتطوّر الحكي كتعبير فني على مرّ التاريخ

شهدت السنوات الأخيرة تأسيس العديد من الملتقيات المتخصّصة في الحكاية في العالم العربي، والتي تجتمع على أهداف مشتركة مثل حفظ التراث اللامادي، والتعامل معه كوسيلة تعليمية تفاعلية، ومحاولة دراسة المتخيّل الشعبي وتطوّر الحكي كتعبير فني على مرّ التاريخ.

لا يُمكن أيضاً إغفال بعد أساسي لدى منظّمي هذه التظاهرات ويتمثل في التركيز على التشابه الكبير بين رواية هذه القصص في ثقافات مختلفة حول العالم، واعتبار تنقلّها وتمثّلها في الذاكرة الجمعية لشعوب عديدة بالطريقة نفسها جسراً للتقريب بينها، وهي ثيمة تجد صداها لدى الممولين في الغرب.

في هذا السياق، تقام فعاليات الدورة الثامنة من "مهرجان الحكاية" في صفاقس (جنوبي تونس العاصمة) وتتواصل حتى الرابع عشر من الشهر الجاري تحت شعار "حكايات بلا حدود"، بدعم "الاتحاد الأوروبي" ضمن برنامج "تفنن - تونس المبدعة".

التظاهرة، التي تنظّمها "جمعية دنيا الحكاية" في المدينة، تتضمّن تقديم ستين عرضاً تمثّل حوالي ثلاثين مؤسسة تربوية، ومشاركة ثمانية عشر حكواتياً محترفاً من الجزائر والمغرب والأردن ولبنان وبلجيكا وفرنسا، إلى جانب تونس، إضافة إلى أكثر من مئة حكواتي من الهواة.

يشارك في الدورة الحالية الحكواتي الجزائري صدّيق ماحي، الذي يؤدي عورضاً مستمدّة من المسرح، كما يروي قصصاً وأساطير من الجنوب الجزائري خصوصاً، تمزج عوالمها بين الحقيقة والفانتازيا، كما تتقاطع بعضها مع محطّات تاريخية مثل حرب التحرير الوطنية وأحداث العشرية السوداء.

وتحضر من لبنان القاصة والباحثة المتخصصة في فن سرد الحكاية، نسيم علوان، والتي تقصّ روايات من تراث بلادها؛ مثل "عالدرج عنا" و"الحقل المسحور". أما الحكواتية الأردنية سالي شلبي، فتركّز على قصص من تراث بلاد الشام؛ مثل حكايات جحا و"علي بابا والأربعين حرامياً" و"الصياد والمارد"، كما تروي في العديد من المهرجانات التي شاركت فيها "سيرة الظاهر بيبرس".

من بين المشاركين: مارتين كايا وكلار غرونجون من فرنسا، وكريستين أدريان من بلجيكا، ومحمد الصوصي العلوي من المغرب، وطيب بوعمار من الجزائر، وآمال بوطبة ويوسف البقلوطي ورائد القرمازي وزياد غناينية وعبد الرزاق كمون وعلاء الدين أيوب وبلقاسم الحاج علي من تونس.

فريدة. س

من نفس القسم الثقافي