الثقافي
"بالريشة والقلم".. رسومات عربية من القرن السادس إلى عصرنا
تطرقت لأعمال الجزائري محجوب بن بلة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 أفريل 2019
"بالريشة، والفرشاة، والقلم الرصاص: رسومات من العالم العربي" يتواصل المعرض الذي افتتح مؤخراً في "معهد العالم العربي" في باريس حتى الخامس عشر من سبتمبر المقبل، والذي يضمّ مئة عمل يعود بعضها إلى القرن السادس وصولاً إلى يومنا، بعضها الأعمال يتاح عرضه للجمهور للمرة الأولى، وبعضها مقدّم إلى المتحف من غاليري "كلود وفرانس لومان" الذي تأسّس عام 1988، واهتمّ منذ بداياته بتقديم الفنانين العرب الذين عاشوا أو يعيشون في الغرب، من هنا سنجد من ضمن مقتنيات هذا الغاليري أعمالاً لتشكيليين عرب من مختلف الأجيال والبلدان، منهم شفيق عبود ويوسف عبدلكي ونجية محاجي وفادي يازجي وخالد تكريتي وستيف سابيلا.
ربما يكون المعرض الأول من نوعه الذي يجمع أعمالاً تنتمي إلى هذه الفترة الزمنية الممتدّة في مكان واحد، سنجد قطعة نسيج مصوّر عليها فارس على حصانه من مصر من القرن السادس، وثمة عمل "رجل يلتهمه أسد" من العصر الفاطمي في مصر، الفسطاط، إذ تعود إلى القرن الحادي عشر، وآخر بعنوان "رجل يرتدي قبعة مدببة" أيضاً من الفسطاط في الحقبة نفسها.
أما عمل "الإسكندر الأكبر بحثاً عن الخلود" وهي إحدى رسومات الشاهناما، فرُسمت في العراق في القرن السادس عشر، وكذلك هي رسمة "جزيرة على بحر الصين" التي كانت متضمّنة في مخطوط "عجائب البلدن"، ورُسمت في العراق خلال النصف الثاني من القرن السادس عشر.
من سورية، يُعرض عمل "رصف البلاط مع النخيل" والذي يقدّر بأنه رسم ما بين 1555-1560، وتُعرض أيضاً دمية مسرح الظل التي صُنعت في دمشق أواخر القرن التاسع عشر.
يضمّ المعرض أيضاً أعمال 52 فناناً عربياً معاصراً، من أبرزها التراكيب الاثني عشر الحبرية التي تمزج بين الخط والرسم للفنان العراقي ضياء العزاوي (1939)، والمستوحاة من فكرة قصائد "المعلّقات" من العصر الجاهلي. ثمة عمل ضخم أيضاً للفنان السوري الأرمني كيفورك مراد (1970)، تلتقي فيه الكتابة بالنسيج والعمارة.
تحضر أيضاً أعمال لفنانين رواد منهم اللبناني شفيق عبود (1926-2004)، والمصرية زينب عبد الحميد (1919-2002)، واليمني فؤاد الفتيح (1948)، والتونسيين أحمد الهاجري (1948) ونجا مهداوي (1937)، والجزائري محجوب بن بلة (1946).
يمكن أيضاً مشاهدة أعمال المغربيين أحمد الشرقاوي (1934-1967)، وميلود الأبيض (1939-2008)، إلى جانب عمل للفنان العراقي شاكر حسن آل سعيد شاكر حسن السعيد (1925-2004).
كما تُعرض رسومات وتخطيطات لكل من فيصل سمرا (1955) وهاني زعرب (1976) من فلسطين، ويوسف أحمد (1955) من قطر، وبطرس المعري (1968) من سورية، وعشرات آخرين.
يعطي المعرض بهذا التنوّع تصوّراً عن قِدم الرسم في الثقافة العربية، بل إنه كان جزءاً لا يتجزأ من عملية التأليف لكثير من المخطوطات، كما يقدم تصوراً عن الكيفية التي تعامل بها الفنانون الرواد من الرسم والتخطيط وكيف تغيّرت الأساليب والرؤى منذ بدايات القرن العشرين إلى اليوم.
مريم. ع