الثقافي

ابن سعيد الأندلسي.. مرويات سحرية من إيطاليا إلى روسيا

طلب منه الملوك وضع مؤلف عن الأقاليم الجغرافية التي كانت المعرفة بها مهمة

    • يتحدث عن مدينة كييف التي يسميها كويابة فيقول إنها كانت لأعظم ملوك الصقالبة الموصوفين بالكبر

 

درس الرحالة والجغرافيون العرب المسلمون شمالي أوروبا في فترات زمنية مختلفة ابتداء من عصر ازدهار العلوم في العصر العباسي الذهبي على يد ابن رستة وابن فضلان والمسعودي وغيرهم، وصولاً إلى العصر الأيوبي الذي شهد توسعاُ في طرق التجارة العالمية، بفضل الاتفاقات التجارية التي عقدها الأيوبيون مع ملوك أوروبا.

ويبدو أن خبرة ابن سعيد المغربي التي اكتسبها من معرفته الشخصية التي حصلها من رحلاته الواسعة في أوروبا وأفريقيا، واطلاعه على المصادر الجغرافية من مظانها الأصلية، قد أغريا الملوك الأيوبيين الذين حل بين ظهرانيهم في حلب ودمشق لكي يطلبوا منه وضع مؤلف عن الأقاليم الجغرافية التي كانت المعرفة بها مهمة، لحركة التجارة المستأنفة بعد عقود طويلة من التوقف، بسبب الحروب الصليبية.

ولعل أهم ما جاء في كتابه تلك المعلومات حول أفريقيا السوداء وأوروبا الشمالية، فقد أضاف، فيما كتبه، للمعرفة البشرية الكثير من المعلومات والأخبار النادرة.

ولد علي بن موسى بن محمد بن عبد الملك ابن سعيد العماري في غرناطة في العام 610 للهجرة الموافق 1214 للميلاد، إبان تراجع أحوال الأندلس وانتعاش الأحوال في المشرق العربي تحت حكم الأيوبيين الذين أعادوا الاعتبار للكثير من العلوم والآداب بعد حقبة طويلة مظلمة مرت على دمشق وبلاد الشام.

وحل ابن سعيد في بلاط ملك حلب الناصر صلاح الدين يوسف (634هـ)، وقامت بينهما صداقة قوية، ثم قصد دمشق ودخل مجلس السلطان الكامل ابن الملك الصالح اسماعيل، قبل أن يرجع إلى تونس ليتصل بخدمة صاحبها الأمير عبد الله المستنصر، ولكنه سرعان ما قرر العودة إلى دمشق التي مات فيها على أرجح الأقوال، في الحادي عشر من شعبان 673هـ الموافق عام 1275ميلادي.

 

    • طلب منه الملوك وضع مؤلف عن الأقاليم الجغرافية التي كانت المعرفة بها مهمة

 

وضع ابن سعيد العديد من المؤلفات التاريخية والأدبية منها "المشرق في حلي المشرق"، و"الغصون اليانعة في محاسن شعراء المئة السابعة"، و "الأدب الغض"، و"ريحانة الأدب"، و"المقتطف من أزاهر الطرف"، و"الطالع السعيد في تاريخ بني سعيد، تاريخ بيته وبلده"، و"النفحة المسكية في الرحلة المكية"، و"نشوة الطرب في تاريخ جاهلية العرب"، و"القدح المعلي، في تراجم بعض شعراء الأندلس". بالإضافة إلى ديوانه الشعري وكتابه الجغرافي، موضوع مقالنا هذا.

تحتل المقاطع التي تطرقت لأوروبا الشمالية أهمية استثنائية، وخصوصاً لدى دارسي تاريخ هذه القارة التي عرفت عصوراً مظلمة طويلة، فهي تقدم وصفاً يكاد يكون شاملاً لأوضاع القارة من جميع النواحي السكانية والبشرية والطبيعية، وحتى التجارية والاقتصادية. وقد عني بهذا الكتاب المستشرقون ودرسوه جيداً وأشاروا إليه في دراساتهم، وله عدد من المخطوطات الناقصة في معظمها، كوننا لم نعثر حتى الآن عى مخطوطة المؤلف، فما هو معروف هو نسخة أبي الفداء، بالإضافة إلى نسخ أخرى مختصرة، منها مخطوطة في مكتبة الفاتح فيإاسطنبول تحت الرقم 3413، والتي اعتمدناها في اقتباس هذه المقاطع.

في حديثه عن الإقليم السابع يتحدث ابن سعيد عن بلاد غاليسيا، وهي البرتغال الحالية فيقول: "أول ما يلقاك منه على البحر المحيط [المحيط الأطلسي] مصب نهر سموره الكبير. وتقع سمورة قاعدة غليسية وأكبر مدائن الفنش، في جزيرة بين فرعين من هذا النهر، ولها ذكر في غزوات الناصر المرواني والمنصور بن أبي عامر. وكان المسلمون قد ملكوها، ثم استرجعها النصارى بالفتنة.

وفي شماليها بانحراف للشرق مدينة ليون المنيعة، التي خرب سورها العظيم المنصور بن أبي عامر، وهي على نهر ينصب في سمورة. وفي الشمال والغرب شنت ياقو [سانت ياغو]، فيها ياقو الحواريُّ، ولها شأن عظيم عند النصارى، وهي على البحر المحيط، وحولها أنهار تنزل من جبل الفخيرة في شرقيها".

ثم يتحدث عن مدينة سان سيباستيان التي تعد آخر مدن إسبانيا من جهة المحيط على الحدود مع فرنسا فيقول: "مدينة سنسبين [سانت سيبستيان]، وهي كثيرة القراقر في دخلة على البحر المحيط، وفي شرقيها ساحل، ثم يدخل البحر المحيط إلى الإقليم السادس. ويرجع الإقليم السابع، فتكون على ساحله بلاد بيطو، وسكانها أحرار الفرنج، ومنها تُختار الملوك لفرنسة إذا عدموا في فرنسة. وهي عادة متوالية. وفي شمالي بيطو، مصب نهر سِن[السين]".

وحول نهر السين يتطرق ابن سعيد إلى مدينة باريس ويشير إلى أنها مدينة تتألف من ثلاثة أقسام، وهي معلومة غاية في الأهمية إذ يقول: "في وسط هذا النهر وجانبه، مدينة بريس [باريس] قاعدة فرنسة. وهي ثلاث قطع فالوسط الذي في الجزيرة لفرنسيس، سلطان الفرنج، والجنوبية للجند، والشمالية لسائر تجارهم ورعيتهم".

وفي حديثه عن نهر الدانوب يقول: "هذا النهر ينزل من جبل دنبوس الكبير، ويقال له في الشمال جبل مليحة، ومن شرقيه منبع نهر دنبوس، الذي يقال إنه أكبر من النيل ومن جيحون، وهو مشهور بنهر دنوبا، ويسميه الترك طنا. وعلى جانبيه في جزيرة إلى مصبه في بحر القسطنطينية [البحر الأسود] كثير من المدن والعمائر إلا أنها معجمة الأسماء خاملة الذكر عندنا. وفي جنوبي هذا النهر وشماليه، بلاد ألمانية الطويلة التي يقال إن فيها أربعين ملكاً، وسلطانها هو المعروف بالإمبراطور، ومعناه ملك الملوك، والعامة تقول الأنبرور.

وقاعدتها القديمة المذكورة في الكتب بيصة، وفي شماليها جبل الخرواسيا الكبير [كرواتيا]، وهو يتصل بجبال لومبرديه وجبال اسكفونية، وعليه كثير من المصانع والحصون، وينصب منه كثير من الأنهار التي أسماؤها خاملة عندنا. وفي شمالي هذا الجبل مدينة سيقلو، تصنع فيها السيوف الألمانية المشهورة، ولها معدن حديد يجلب منها. ويقال إنه في مكان فيه، معدن حديد مسموم تصنع منه سيوف وخناجر، لا يُبيح الملوك اكتشافها لغيرهم. وفي شرقيها وسمت عرضها مدينة بقصين وهي مخصوصة بعلمائها وحكمائها".

 

    • يتحدث عن مدينة كييف التي يسميها كويابة فيقول إنها كانت لأعظم ملوك الصقالبة الموصوفين بالكبر

 

بعد ذلك يتحدث عن "بلاد الباشقرد، وهم ترك، جاوروا الألمانيين على عهد متوارث، وهم مسلمون من جهة فقيه تركماني بصّرهم بشرائع الإسلام. وأكثر عمائرهم على نهر دنوبا الكبير، وعلى جنوبيه قاعدتهم". ويشير إلى أن هذه البلاد هي "مما دخله التتر وخربوه وأهلكوا أهله، وفي شرقيها، بلاد الهنقر[الهنغار]، ويشرح ابن سعيد أنه "ترك أخوة الباشقرد، تنصروا بمجاورة الألمانيين، ولهم مدائن وعمائر على النهر الكبير مستعجمة. وقاعدتهم مدينة ترنبو، وهذه أيضاً مما دخله التتر".

وحول جزيرة بريطانيا يقول ابن سعيد: "أولها من جهة الجنوب والمغرب، من سمت الجزائر الخالدات، والعرض مع آخر الإقليم السابع، ثم يدخل البحر فيها نحو درجة وثلث، ثم يرجع إلى خط الإقليم السابع. ويقال لهذا البحر، الخارج من البحر المحيط، بحر بريطانية، وهو مكتنف لهذه الجزيرة من جنوبيها، والبحر المحيط من سائر جوانبها، وبقي لها مدخل إلى بلاد الأندلس من الجهة الشرقية الجنوبية في آخر هذا الجزء. ومسافة هذه الجزيرة في الطول، ثمانية عشر يوماً من الجانب الجنوبي، واتساعها نحو أحد عشر يوماً في الوسط، ولا مياه فيها، إلا من المطر، ولها ملك منفرد قاعدته مدينة بريستل [بريست].

ثم يضيف في حديثه عن جزيرة بلله بأنها "صغيرة معمورة تقع الحرب عليها بين صاحب انكلترة وبريطانية لأنها بين الحدين، وطولها من شمال إلى جنوب، بانحراف إلى المشرق، نحو مائة ميل. ويقال إن فيها شجراً تخرج منه طيور كالدجاج، وهذا مستفيض عند الفرنج، كاستفاضة الخرفان التي تخرج من القرع عند الترك".

ويقول إنه "في شرقي هذه الجزيرة، تقع جزيرة انكلترة، وصاحبها الإنكتار المذكور في تاريخ صلاح الدين في حروب عكا، وقاعدته مدينة لندرس [لندن]. وبعض الجزيرة داخل في الإقليم السابع، وفيها مدن كبيرة وعمائر معجمة خاملة الذكر عندنا. وطول هذه الجزيرة من الجنوب إلى الشمال، بانحراف إلى المغرب والمشرق، نحو أربعمائة وثلاثين ميلاً، واتساعها في الوسط نحو مائتي ميل. وفي هذه الجزيرة الذهب والفضة والنحاس والقصدير، وليس فيها كروم لشدة الجمد، فأهلها يحملون جواهر هذه المعادن في البحر، ويدخلون بها فرنسا، ويتعوضون بذلك بالخمر. 

وصاحب فرنسا إنما كثرة الذهب والفضة عنده من ذلك. وعندهم يصنع الاسكرلاط العالي. وفي هذه الجزيرة غنم لها صوف ناعم كالحرير فيجعلون عليها جلالاً يقيها من الأمطار والغبار. ومع غنى الانكتار ووسع مملكته، فإنه يقر بالسلطنة للفرنسيس، وإذا كان مجتمع حفل، خدمه بأن يحط قدامه زبدية طعام، وهي عادة متوارثة".

ويضيف شارحاً: "وفي شمالي انكلترة وبعض شمالي بريطانية، جزيرة ارلندة، وهي داخلة في الجزء الأول وفي الثاني. ومسافة طولها نحو اثني عشر يوماً، وعرضها في الوسط نحو أربعة أيام، وهي مشهورة بكثرة الفتن، وكان أهلها مجوساً، ثم تنصروا اتباعاً لجيرانهم. ويجلب منها أيضاً النحاس والقصدير الكثير".

يتحدث ابن سعيد عن جزر بحر الشمال فيذكر جزيرة تدعى جرمونية طولها اثنا عشر يوماً، وعرضها في الوسط نحو أربعة أيام، ويقول إنه منها تجلب السناقر الجياد، وهي نوع من الصقور، ولعل هذه الجزيرة هي جزيرة أيسلندا، ويقول إنه في غربيها "جزيرة السناقر البيض، طولها من غرب إلى شرق نحو سبعة أيام، وعرضها نحو أربعة أيام، ومنها ومن الجزائر الصغار الشمالية، تجلب السناقر التي تحمل من هنالك إلى سلطان مصر. ورسم الخارج منها في خزانته ألف دينار، وإن أتوا به ميتاً دفع لهم خمسمائة دينار".

ويوضح ابن سعيد أن في هذه الجزيرة التي ربما كانت في اسكندنافيا "الدب الأبيض" القطبي، ويشرح بأنه "يدخل البحر ويصيد السمك ويخطف ما فضل أو ما غفلت عنه هذه السناقر، ومن ذلك عيشها، إذ لا تطير هناك من شدة الجمد. وجلود هذه الدببة ناعمة".

ويذكر ابن سعيد معلومة مهمة يقول فيها إن هذه البلاد الباردة التي تقع في أقصى شمالي أوروبا والتي تسمى قاعدتها غراز كانت بيد أحد ملوك الصقالبة أي السلاف، وأن بلاد الصقالبة وقعت بيد الألمانيين والهنقر والباشقرد. ويقول إن مدينة غراز "متحصنة في وسط بحيرة مالحة كبيرة، ولا يدخل إليها ألا على جسر مصنوع. وفي شرقيها من القواعد التي كانت للصقلب، فاستولى عليها المذكورون".

ثم يتحدث عن مدينة كييف التي يسميها كويابة فيقول: "إنها كانت لأعظم ملوك الصقالبة الموصوفين بالكبر، ومرساها في البحر المحيط، مقصود، تتجمع فيه المراكب الكبيرة، وهو أحسن مراسي تلك الجهة. وقيل أن لها اثني عشر باباً. وفي شرقيها من قواعد ملكهم، صاصين، وهي على البحر المحيط".

يضيف ابن سعيد في وصفه لروسيا: "وعلى عشرة أيام من صاصين للمشرق، مدينة مشقة [موسكو] وكان صاحبها من الصقلب [السلاف]، واسع الملك، ضخم العسكر. ويقع في هذا الجزء، مدينة النساء، والصحارى محدقة بها، ولا ملك عليهن إلا امرأة. ولهن في تلك الصحارى مماليك، إذا كان الليل طرق كل مملوك باب سيدته وبات معها ليلة، فاذا كان السَّحَر، انصرف إلى مكانه، فإن ولدت المرأة ولداً قتلته، وإن ولدت بنتاً أحيتها، ولا يظهر رجل في بلدهن البتة. وفي البحر المحيط الذي في هذه الجهة الشمالية، جزيرة النساء.

 

    • يصف الدب القطبي بأنه: يدخل البحر ويصيد السمك ويخطف ما فضل أو ما غفلت عنه هذه السناقر، ومن ذلك عيشها، إذ لا تطير هناك من شدة الجمد.

 

طولها من شرق إلى غرب، بانحراف إلى الجنوب، نحو مائتين وخمسين ميلاً وعرضها في الوسط نحو مائة وعشرين ميلاً. وفي شرقيها، جزيرة الرجال، من غرب إلى شرق نحو مائتين وسبعين ميلاً، وعرضها في الوسط، نحو مائة وسبعين ميلاً. ولا تجتمع الرجال بها، ولا النساء المذكورات، إلا شهراً واحداً في السنة، وهو وقت الاعتدال عندهم، تركب الرجال في الزوارق إلى جزيرة النساء، ويعرف كل رجل امرأته، فيحيا معها مدة الشهر، ثم يرجع إلى جزيرة الرجال، فإن ولدت المرأة ذكراً، ربته حتى يصير في حد الرجال، فترسله إلى جزيرتهم، وإن ولدت أنثى، أسكنتها مع النساء. وفي شرقي هاتين الجزيرتين، جزيرة الصقلب الكبيرة، التي لا معمور في البحر المحيط خلف شرقيها، ولا شماليها.

وطولها نحو سبعمائة ميل، واتساعها في المحيط الوسط نحو ثلاثمائة ميل وثلاثين ميلاً. وفيها جبال وأنهار، ومدن وعمائر، وخلق كثير. ويقال إنهم باقون على التمجس، وعبادة النار، ولا يرون أعظم منها منفعة، ولا سيما حين ينزل الجمد عندهم. والزروع في هذه الجزيرة وشبهها، لا تبلغها الشمس، وإنما تنبت بالدخان، وقرب النيران".

وربما لا تخلو هذه الأوصاف من المبالغات وربما هي استعادة لاسطورة الأمازونات في الأساطير اليونانية.

وحول البحر الأسود يقول ابن سعيد "أول ما يلقاك منه من الفرض المشهورة مدينة سوداق. وأهلها أخلاط من الأمم والأديان، والأمر فيها راجع إلى النصرانية. وهي على بحر نيطش [البحر السود]، الذي يسافر فيه التجار منها إلى خليج القسطنطينية. وفي سمتها من الجانب الجنوبي، مدينة سينوب، الفرضة المشهورة. وفي شرقيها مدخل بحر مانيطش، من بحر نيطش المتقدم الذكر. وعرضه نحو ثلاثين ميلاً، وامتداده من الجنوب إلى الشمال، نحو ستين ميلاً، ثم يتسع البحر، فيصير عرضه من غرب إلى شرق، نحو مجراوين وثلث، ويصير عرضه من جنوب إلى شمال، نحو مائة وستين ميلاً. وفيه جزائر تسكنها الروس، وكذلك يقال له بحر الروس، وهم الآن على دين النصرانية.

وينصب في شمالي هذا البحر نهر يخرج من بحيرة طنا الكبيرة. وعلى جانب هذا النهر، من الضفة الغربية روسيا، وهي قاعدة الروس، وهم خلق كثير وفي وجوههم طول، ولها على بحر نيطش ومانيطش مدن كثيرة معجمة.وفي شرقيها بحيرة طوما الكبيرة، طولها من المغرب إلى المشرق، نحو ستمائة ميل وثلاثين ميلاً، وعرضها في البر المشرقي نحو ثلاثمائة ميل. وفي وسطها جزيرة أليس، طولها نحو مائة وخمسين ميلاً، وعرضها نحو سبعين ميلاً. وفيها قلعة مانعة على جبل تكون فيه خزائن سلطان بلاد الكومانيين. وفيها اليوم أموال ولد بركة. وينزل إلى هذه البحيرة أنهار كثيرة".

من نفس القسم الثقافي