الثقافي

الجزائر حاضرة في أيام "روسبينا عاصمة العرائس" بتونس

التظاهرة تعتبر فرصة لتجديد مسرح الدمى

رغم التطوّر الكبير في وسائل الترفيه وابتعاد المتلقين الراشدين عن المسرح بالعموم، ورغم أن الملتقي الصغير يقضي معظم وقته في العالم الرقمي وألعابه، ما زالت مهرجانات مسرح الدمى تقام بانتظام في عدة بلدان عربية، وعلى رأسها تونس التي كثيراً ما تلتفت إلى هذا النوع من العروض.

ولكن كلما شاهدنا عروضاً من مسرح الدمى تبدو العرائس كما لو كانت تنتمي إلى الماضي بأزيائها وشكلها وبالحكايات التقليدية التي تقدمها، فهل يمكن عصرنة مسرح العرائس شكلاً ومضموناً؟ وهل من الممكن كتابة نصوص جديدة لهذا الشكل الفرجوي تنتمي إلى واقعنا اليوم ولغة هذا العصر؟

في سياق الالتفات إلى التجارب الجديدة في مسرح الدمى، وبمشاركات فرق من ثمانية بلدان، انطلقت يوم أمس أيام "روسبينا عاصمة العرائس"، المهرجان الذي تنظم مدينة المنستير التونسية دورته الثانية والتي تتواصل حتى 21 من الشهر الجاري، ضمن برنامج "تفنن تونس الإبداعية" لتعزيز القطاع الثقافي في البلاد.

الافتتاح سيكون بكرنفال ينطلق في ساحة الفنون ويتكوّن من ألف عروسة صنعت في تونس والأردن ومصر والجزائر وفرنسا وإسبانيا وسورية، أما العروض فتبدأ في "قصر العلوم" بعمل "العجوز" للمخرج وليد عبد السلام.

تتناول المسرحية ثيمة الأمل من خلال قصة رجل عجوز يفقد زوجته ومعها يفقد كل اهتمام ورغبة في الحياة، إلى أن يكتشف أن زوجته تركت له نبتة في البيت أحضرتها قبل أن تموت، وأنه لم ينبته إليها حتى كادت تموت من العطش، ومع بداية العناية بها وسقايتها يعيد الحياة إلى النبتة ولنفسه الأمل.

من العروض التي تقدم خلال المهرجان مسرحيتان من الجزائر، الأولى هي "البلغة الخضراء" للمخرج قادة بنسميشة، ومسرحية "سيليلوان" للمخرج علي بودران من مسرح تيزي وزو، أمّا من تونس فتقدّم عروض "عازف الليل" لعياد بن معاقل و"الحجار" لخالد شنان و"براءة" لعفاف الرابحي و"الزهرة العنيدة" لمحمد نوير.

أما العروض الأجنبية فتتضمن مسرح الشارع لفرقة "بيكوينتوس" الفرنسية، و"موزاييك" الروسية وغيرها. وإلى جانب المسرحيات، تنتظم ندوة تتناول مسرح العرائس بوصفه فضاء تربوياً، كما ينطلق معرض للمجسمات العملاقة للفنان كمال الزغيدي.

يذكر أن التحضير للمهرجان جرى خلال العام الماضي من قبل خبراء صناعة الدمى من بلدان عربية مختلفة، الذين أقاموا عدة ورش عمل، تناولت صنع وتحريك العرائس، وصنع عرائس الماروت، وصنع وتحريك دمى الطاولة، وصنع وتحريك الدمى العملاقة، فعلى الرغم من أن مسرح العرائس في البلاد العربية مسرح عريق، لكن كثيرين يجهلون أن لكل بلد تقنية ومواد مختلفة في تصنيع العرائس المخصصة لهذا النوع من الفرجة.

مريم. ع

 

من نفس القسم الثقافي