محلي

الأمراض المعدية "تفتك" بالجزائريين

بسبب غياب استراتيجية وقائية

تعرف نسبة الإصابة بالأمراض المعدية في الجزائر ارتفاعا كبيرا السنوات الأخيرة حيث عادت بعض الأمراض والأوبئة المعدية للظهور بسبب غياب استراتيجية وقائية وهو ما جعل الجزائريين مهددين بأمراض القرون الوسطي.

بعد البوحمرون والكوليرا تعرف عدد من الولايات هذه الأيام انتشار للقمل والجرب وهي أمراض معدية وواسعة الانتشار وهو ما جعل مختصون يدقون ناقوس الخطر بشأن أنظمة الوقاية في الجزائر ويبلغ عدد المصابين بأمراض معدية في الجزائر قرابة مليون و700 ألف جزائري، حيث تتصدر أمراض التهاب الكبد "أ" الصدارة بأزيد من مليون مصاب، يليها السل وفقدان المناعة الأولية، بالإضافة إلى القمل والجرب.

وحسب المختصين فإن هذه الأخيرة أخذت منحا تصاعديا في الجزائر، إذ تسجل المصالح الاستشفائية يوميا مئات الإصابات الجديدة بها. إلا أن أكثر الأمراض فتكا بالجزائريين، تشمل بالدرجة الأولى التهاب الكبد الوبائي، إذ يفوق عدد المصابين مليونا ونصف مصابا، يليه السل بـ 22 ألف حالة تسجل سنويا. حيث شهدت حالات السل خارج الرئوي ارتفاعا كبيرا، إذ تجاوزت الحالات عتبة 15 ألف حالة، والتي تعود الإصابة بها حسب الأخصائيين في الأمراض المعدية، إلى استهلاك منتجات الحليب ومشتقاتها من دون بسترتها، والتي تكون حاملة لعصيات السل، بالإضافة إلى فقدان المناعة الأولوية والذي يكثر انتشاره بسبب العلاقات الجنسية في أغلب الحالات. في حين يمس القمل والجرب سنويا أكثر من 100 ألف جزائري، أغلبهم من الأطفال في المدارس، إلى درجة أصبح فيه القمل مقاوما للأدوية.

من جانب اخر تعد الأمراض التعفنية الاستشفائية، من أكبر الأوكار الناقلة للأمراض، فزيارة بسيطة إلى دورات المياه وأقسام الاستعجالات، قد تتسبب في تنقل آلاف الأمراض بمجرد الدخول إليها، حيث يصاب سنويا 15 من المئة من مرتادي المراكز الاستشفائية بالأمراض المتعفنة، خاصة على مستوى أقسام الاستعجالات، بسبب قلة النظافة وعدم التزام عمال المستخدمين بشروطها.

وعليه فقد دعا المختصون في أكثر من مناسبة إلى الإسراع في اعتماد مبدأ النظافة القاعدية القائمة على نظافة المحيط بكل المدن بما فيها الكبرى التي تغرق في الأوساخ والمياه القذرة، ورفع "الوقاية" إلى رتبة وزارية أو وزارة منتدبة تشارك فيها كل الوزارات الأخرى.

أيمن. ف

من نفس القسم محلي