الثقافي
السلطات لا تستطيع مهما بلغت من قوة أن تقمع الكاتب والفنان
المشهد الثقافي العربي هو انعكاس للوضع العربي العام، واسيني الأعرج:
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 17 مارس 2019
قال الروائي الجزائري واسيني الأعرج، إن المشهد الثقافي العربي هو انعكاس للوضع العربي العام المُخترق بما هو سلبي وإيجابي، وعلى الحكومات العربية التحرك لإنقاذ المشهد الثقافي مما يعانيه من عقم.
قال الروائي الجزائري واسيني الأعرج، في حوار مع “الوطن” المصرية: “المشهد الثقافي العربي هو انعكاس للوضع العربي العام المُخترق بالسلبي والإيجابي، فجميع الصراعات العربية تنعكس من خلال المقالات الصحفية والإعلامية وبعض الكتابات، ونرى هذا المشهد في مختلف صوره، فالعالم العربي الآن ليس بخير مما ينعكس على الوضع الثقافي، ويتميز المشهد الفني والأدبي عن المشاهد الثقافية الأخرى ويظل أفضل وأنقى المشاهد الثقافية، لأنه غير خاضع لتغير الأحداث والمراحل وبعيد تماماً عن التأثر بالمصالح، لذلك فإن ثقتي في المشهد الأدبي أكثر من ثقتي في المشهد المسرحي. إن الوضع الاعتباري للثقافة في الوطن العربي هو العجلة الخامسة للسيارة، وتعاني الثقافة في الكثير من الدول ومنها دول أوروبا من عدم مساواتها بالقطاعات الأخرى، ففي القطاعات الأخرى تتدخل الدولة بمال كبير في الكثير من المشاريع غير المنتجة وغير المفيدة”.
وتابع موضحا: “تحتاج الثقافة بشكل كبير إلى دعم من طرف الدولة، وعلى سبيل المثال مجال السينما، نجد من الصعب إنشاء سينما وطنية بالمعنى الكامل إذا لم يكن هناك دعم مالي كبير من جانب الدولة، يضمن توافر جميع عناصر الإنتاج السينمائي، وإن كانت هناك بعض المحاولات من جانب القطاع الخاص، ولكنها في النهاية لا ترقى إلى فرض حاله، ففي فرنسا تدعم الدولة الإنتاج السينمائي بنسبة 60 %، بالرغم من أنها دولة أوروبية ورأسمالية وتعتمد على الربح والخسارة، ولكنها اشترطت وضع الثقافة خارج الأطر الأخرى، ولكن في الوطن العربي تأخر المشهد الثقافي كثيراً لأننا نرى أن الدولة متمثلة في الاقتصاد الحر واقتصاد السوق تتجنب تمويل المشاريع الثقافية بشكل كبير، مما أدى إلى إغلاق الكثير من المكتبات وقاعات السينما وانهيار الكثير من المشاريع الثقافية، ولذلك لابد أن تسرع الدولة العربية لإنقاذ ذلك الوضع”.
وفي رده عن سؤال هل المشهد السياسي الراهن انعكس على إبداع الشباب، قال الروائي الكبير: “في السنوات الأخيرة، قرأت نصوصا كثيرة لشباب تجسد الأزمة والوضع الحالي، بالرغم من وجود تخبط بين الخوف والرغبة في القول، ولكن السلطات لا تستطيع مهما بلغت من قوة أن تقمع الكاتب والفنان، فكم من الكتاب والفنانين تم قص أصابعهم التي تكتب ولكن تظل الظاهرة الفنية كما هي لا تموت، وهذه الميزة هي التي منحت الفنون والآداب طابع الخلود وتعطي للمبدع القوة الكافية لمقاومة القمع، وأكبر دليل على ذلك كتابات نجيب محفوظ وغيره من الكتاب الكبار والموسيقيين الذين ألفوا الكثير من القطع الموسيقية العظيمة والتي ظلت حتى هذا اليوم في أعالي قمم المجد بالرغم من رحيل أصحابها”.
مريم. ع