الثقافي

التأكيد على ضرورة تصنيف القصر العتيق لبلدية الغاسول ضمن التراث الوطني المحمي

مخطط لتثمين الموقع التاريخي "آشير"

أكّد والي البيض, محمد جمال خنفار, مؤخرا على ضرورة التعجيل في إعادة الاعتبار للقصر العتيق لبلدية الغاسول وتصنيفه ضمن التراث الوطني المحمي، وأضاف نفس المسؤول لدى تفقده وضعية هذا المعلم التاريخي الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن 12 للميلاد أنّ هذا الإرث التاريخي الهام الذي تزخر به ولاية البيض ويعد أحد رموز الهوية بهذه المنطقة "لابد من صونه وإعادة الاعتبار إليه من خلال تصنيفه ضمن التراث الوطني المحمي وكذا تسجيل برامج استعجالية لترميمه بعدما تعرضت الكثير من أجزائه إلى الانهيار".

كما وقف الوالي على وضعية المسجد العتيق الذي يقع أعلى هذا القصر والذي لا يزال شامخا منذ ثمانية قرون والذي هو أيضا -حسب ذات المسئول- بحاجة ماسة إلى الترميم للحفاظ عليه.

وأكد خنفار على أهمية الترويج السياحي لهذه المعالم التاريخية وجعلها أحد الوجهات السياحية بالولاية, خاصة وأن منطقة الغاسول تحصي كذلك عددا من النقوش الحجرية لفترة ما قبل التاريخ هي الأخرى غير مصنفة.

وفي الجانب التنموي, عاين الوالي ببلدية الغاسول عدة مشاريع تنموية التي هي حاليا في طور الإنجاز, على غرار مشروع إنجاز ثانوية بسعة 800 مقعد بيداغوجي حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال 70 بالمائة, فيما تقدر تكلفة هذا المرفق التربوي ب 350 مليون دج وسيكون جاهزا مع الدخول المدرسي المقبل, وفق القائمين على تجسيد المشروع.

كما شدّد والي البيض لدى تفقده مشروعي إنجاز المسبح الجواري الذي بلغت به نسبة الإنجاز 55 بالمائة ودار الشباب (25 بالمائة) على ضرورة الإسراع في وتيرة الإنجاز وتسليم هذين المشروعين في أقرب الآجال.

أما قرية منيجل التابعة لذات الجماعة المحلية, فقد استفادت من مشاريع تنموية متعلقة أساسا بتجديد وتمديد كل من شبكة المياه الصالحة للشرب على طول 400متر، وشبكة الصرف الصحي (1.700 متر) بمبلغ إجمالي قدر ب15 مليون دج, علما أن المشروعين قد تم تسليمهما مؤخرا.

كما تم مؤخرا الانتهاء من دراسة لإنجاز خزان مائي بسعة 500 متر مكعب بهذه القرية وذلك ضمن البرامج المقترحة لسنة 2019.

و سيسمح الموقع الأثري الـ "آشير" العاصمة القديمة لدولة الزيرية بمجرد استفادته من مخطط لحمايته و تثمينه و الذي تم الانتهاء منه، في تطوير السياحة في المنطقة و المساهمة في نموها الاقتصادي، و سيمكن هذا المخطط الذي تم انجازه بعد "عمل طويل و حذر استمر عدة سنوات" بمجرد المصادقة عليه من قبل المجلس الشعبي الولائي بالشروع في الأشغال الأولى لحماية الموقع الموجود ببلدية كاف الأخضر, على بعد 88 كم جنوب شرق المدية, حسبما ذكره لوأج رئيس قسم التراث بمديرية الثقافة, محمد مربوش.

و سيشمل هذا المخطط الذي هو في مرحلته الثالثة حسب مربوش, جميع عمليات الحماية المنتظر القيام بها على مستوى هذا الموقع على غرار رسم الحدود المراد حمايتها و صيانة وتثمين الآثار الموجودة في الموقع وتنظيم هذا الأخير من منظور استغلاله في السياحة.

للتذكير, تعد مدينة "آشير" أول عاصمة للفاطميين في الجزائر و التي ستنتهي بعد سنوات قليلة بتأسيس من طرف قبائل صنهاجة (حلفاء الفاطميين) لمدينتين أخريين توجدان على التوالي في مليانة بعين الدفلى الحالية و مزغنة شمال شرق المديةـ و قد أسسها الملك زيري بن مناد الصنهاجي في حوالي عام 936 كعلامة ولاء للخليفة الفاطمي أبو القاسم و كايم.

و تم اختيار موقع هذه العاصمة المستقبلية بسبب موقعها الإستراتيجي و ارتفاعها على سطح الأرض ب1400 متر ما سيشكل عقبة أمام المهاجمين المحتملين إلى جانب وفرة مصادر المياه والأراضي الخصبة في الداخل علما انها تمتد على عدة هكتارات، و تم بناء مدينة آشير على ثلاث مراحل الأولى كانت باختيار الموقع و  الثانية ببناء الجدران فيما تمثلت الأخيرة في بناء القصور و الحمامات وغيرها من البنى التحتية الضرورية للحياة.

و ناشد زيري بن مناد لبناء هذه المدينة المهندسين المعماريين والبنائين في وقته سيما من سوق حمزة (البويرة) و المسيلة. و تم اقتناء المواد المستخدمة في بناء مدينة أشير من أنقاض المدن الرومانية القديمة التي بنيت في المنطقة، و عرفت المدينة ، بعد وقت قصير من بنائها, تطوراً كبيراً في المجال الاقتصادي وجذبت بسرعة كبيرة العديد من المؤرخين و الشعراء والعلماء ، بالإضافة إلى التدفق الهائل للتجار الذين سيسهمون في ذروة الصنهاجة.

للإشارة, ستساهم عملية تثمين هذا الموقع الأثري بالإضافة إلى الحفاظ على جزء مهم من التراث المحلي، في تشجع السياحة في المنطقة والمساهمة في النمو الاقتصادي لهذه المدينة الصغيرة الريفية.

فريدة. س

من نفس القسم الثقافي