رياضة

بلحاج يستحضر ذكريات أم درمان، يشيد بسعدان ويتوقع نجاح بلماضي

قال أن نادي برشلونة كان يريده قبل أن يتعاقد مع "اريك أبيدال"

    • الجزائر اختيار القلب ولن أنسى أبدا جماهير ملعب مصطفى تشاكر

    • محرز لاعب استثنائي وعطال يذكرني بشبابي

 

فتح الدولي الجزائري السابق نذير بلحاج الذي يعتبر أحد أبرز اللاعبين الذين مروا على صفوف المنتخب الوطني الجزائري ,قلبه لصحيفة "العربي الجديد" , أكد نجم الخضر الذي تألق مع منتخب محاربي الصحراء في مونديال 2010 وتمكّن من إثبات تألقه في مركزه الدفاعي، وشق طريق النجومية في عدد من الدوريات الأوروبية والعربية أن مشواره الاحترافي لم يكن سهلا كما يعتقد البعض ,حيث قال في هذا الصدد:"أعتبرها مسيرة رائعة، بعد أن لعبت لأندية جيّدة في أوروبا، ثم انتقلت للعب هنا في الدوري القطري وقطعت مشواراً رائعاً للغاية. لقد لعبت لنادي السد ونلت معه كثيراً من الألقاب، واليوم أنا مع السيلية الذي يعد هو الآخر فريقاً رائعاً، نحن هنا بمثابة عائلة واحدة ونتفاهم جيداً، كما أنني أحاول نقل تجربتي للاعبين الشبان,وعن اختياره اللعب في قطر بعدما كان مرشحا للعب في أكبر الأندية الأوروربية بعد مونديال جنوب افريقيا سنة 2010 قال:"بالفعل، لقد كان بإمكاني اللعب في المستوى العالي ومع أندية كبيرة وقتها، لكن عندما تكون شاباً تتخذ بعض القرارات، أعتقد بأنني تسرعت كثيراً في بعضها، أحياناً يساورني إحساس بالندم من منطلق أنه سنحت لي بعض الفرص للعب لأندية كبيرة، ولكنني راضٍ تماماً لأنني لعبت مع لاعبين كبار في أولمبيك ليون الفرنسي، وكنت قادراً على الانتظار والتريّث قليلاً قبل اختيار وجهتي، لكن في الحياة هناك قرارات وخيارات يجب اتخاذها، وبالرغم من كل شيء أنا غير نادم إطلاقا".

 

"برشلونة كان يريدني قبل أن يتعاقد مع اريك ابيدال"

 

كما تحدث بلحاج عن الاخبار التي راجت بعد مونديال 2010 والتي اكدت انداك اقترابه من نادي برشلونة ,حيث قال:"في عام 2010، كنت محل اهتمام كثير من الأندية الأوروبية، مثلاً في إيطاليا على غرار لاتسيو، فضلاً عن فريقين أو ثلاثة من الدوري الإنكليزي الممتاز. كما تنقل مندوبون عن نادي برشلونة إلى ليون حيث كنت ألعب قبل انتقالي إلى نادي بورتسموث الإنكليزي. لقد تحدثوا عني، لكنهم في النهاية تعاقدوا مع ايريك أبيدال الذي كنت بديله في ليون".واضاف قائلا عن قرار انتقاله الى نادي السد القطري الذي كان بمثابة المفاجأة بالنسبة للجماهير الجزائرية أنداك:"لقد كنت ألعب في بورتسموث قبل مونديال جنوب إفريقيا، وكنتُ أعاني من إصابة وجئتُ إلى مصحة "سبيتار" بقصد العلاج، لأن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم كانت متعاقدةً معها. لقد كانت فرصة لي لاكتشاف قطر، كما أنني شاهدتُ مباراتين أو ثلاثاً في الدوري القطري، وبعدها أجرى مسؤولو السد اتصالات معي وأعجبتُ بالعرض وبما يمتلكه الفريق من إمكانات ضخمة، قبل أن أوقع للسد مباشرة بعد المونديال".

 

"اعتزلت دوليا بسبب الإرهاق وعشت لحظات رائعة مع الخضر"

 

كما تطرق بالحاج بالحديث الى السبب الذي جعله يقرر الاعتزال دوليا مع المنتخب الوطني الجزائري على الرغم من انه كان قادرا على المواصلة مقارنة مع بعض الاسماء التي فضلت مواصلة المغامرة مع الخضر,حيث قال:"لا يوجد أي سر، لقد كنت مرهقاً بسبب السفرات الطويلة المتعبة. ليس من السهل أن تلعب في إفريقيا ثم تسافر إلى أوروبا وآسيا. المهم أنني عشت لحظات رائعة مع المنتخب الجزائري، خاصة خلال كأس أفريقيا في أنغولا ومونديال جنوب إفريقيا وبعدها ظهر جيل جيد من اللاعبين الشبان، ونحن رحلنا تباعاً، مثل كريم مطمور وعنتر يحيى وكريم زياني، وبقي بوقرة فقط. أعتقد بأنني كنت قادراً على الاستمرار لسنتين إضافيتين، لكنني اتخذتُ قرار الاعتزال الدولي، لقد كان خياراً فقط، عموماً أنا سعيد بما قدمته للمنتخب وبما عشته مع المجموعة، واليوم هناك جيل جديد ولاعبون مميزون أتمنّى أن يحققوا شيئاً بعد تألقهم في مونديال البرازيل".

 

"قادرون على التأهل الى مونديال قطر وسعدان أفضل مدربا تعاملت معه"

 

وعرج بلحاج في حديثه الى عدم مشاركة الخضر في مونديال روسيا 2018 ,عن امكانية تأهلهم الى العرس العالمي المقبل في قطر سنة 2022 ,حيث قال:"بالفعل، خاصة وأننا تأهلنا مرتين متتاليتين إلى المونديال، وحققنا مشوارا رائعا في البرازيل، الشعب الجزائري كان ينتظر إنجازا جديدا لكنه لم يتحقق للأسف، اليوم هناك مدرب جيد وهو يسعى لتدعيم الفريق بلاعبين مميزين والهدف الأسمى يبقى التأهل لمونديال قطر، يجب ترك المنتخب يعمل في هدوء، نحن نملك اليوم لاعبين مميزين يلعبون في أوروبا قادرين على رفع التحدي",اضاف:"رابح سعدان، لقد أثر فيّ كثيراً، هو مدرب يملك التجربة والخبرة والحكمة والرزانة، هو أفضل مدرب تعاملت معه على الإطلاق في المنتخب، وهناك الفرنسي جان ميشال كافالي أيضاً، لكن سعدان أحبه وأحترمه كثيراً. أحب سعدان الشخص والمدرب معاً، هو يعرف كيف يسيّر المجموعة، كما أنه يتميّز بالهدوء، لقد كان الاحترام والتقدير متبادلين بيننا".

 

"بلماضي مدرب "سوبر",ماجر مظلوم والمدرب الأجنبي بحاجة الى التأقلم"

 

أما بالنسبة للقضية المطروحة دائما على الساحة الرياضية الجزائرية عن أحقية تدريب المنتخب بالنسبة للمدرب المحلي أو الأجنبي فقال بلحاج:"أعتقد أن المدرب المحلي هو الأفضل بالنسبة للخضر فهو يعرف الذهنية الجزائرية مثل رابح سعدان. هناك أيضاً رابح ماجر الذي كان لاعباً استثنائياً، لكنه تعرض لضغط شديد ولم يتركوا له الفرصة وكان مظلوما صراحة. وهناك أيضاً جمال بلماضي الذي أعتبره مدرباً "سوبر". لقد أدّى مشواراً رائعاً مع لخويا وصعد معه من الدرجة الثانية ونال معه كثيراً من الألقاب ومع منتخب قطر أيضاً، لهذا يجب أن نترك له الفرصة. أنتم تعرفون جيداً عقلية الجماهير المغاربية التي تفرض الضغط الرهيب وتطالب بالنتائج السريعة، لكن يجب ترك المجموعة تعمل، وأنا متأكد أنهم سيحققون شيئاً ما. جمال بلماضي يعرف كل شيء عن الجزائر، ووضع النقاط على الحروف مع الجميع، وبالنسبة للمدير الفني الأجنبي، أعتقد بأنه يحتاج إلى وقت أطول للاندماج".

 

"بلماضي يعرف كيف يسيطر على النجوم"

 

كما أكد بلحاج أنه خلال مشواره مع المنتخب، لم يكن لديه أي مشكل حيال هذا الأمر,حيث قال:"يجب فقط على المدرب أن يعرف كيف يتحدّث مع اللاعبين. يجب أن يكون الجميع متحدين ويوثّقوا علاقاتهم، في وقتنا لم يكن هناك نجوم، لأن المنتخب كان هو النجم الأوحد. اليوم هناك رياض محرز وياسين براهيمي وغيرهما، ومع ذلك لا يوجد أي أمر يدعو للقلق من هذا الجانب. لقد حدثني مقربون من اللاعبين وأكدوا لي ذلك، لا توجد أية مشاكل، وحتى لو كانت فإنني واثق من أن المدرب بلماضي سيحلها في دقيقتين، هو يعرف كيفية تسيير الأزمات. اليوم يجب ترك اللاعبين يعملون، لقد حققوا أول الأهداف وهو التأهل إلى أمم إفريقيا، في انتظار الهدف الأسمى وهو مونديال قطر".

"محرز سيخرج من الأزمة التي يعيشها مع مانشستر سيتي"

كما أطلف بلحاج على مواطنه رياض محرز لقب اللاعب "السوبر"،,حيث قال:" لقد كان رائعاً في ليستر، ولم أفهم لماذا لم تتعاقد الأندية الكبيرة معه سريعاً بعد تألقه هناك، هو الآن في أحد أفضل الأندية على مستوى العالم، ويعمل تحت إمرة بيب غوارديولا الذي يعتبر أحد أفضل المدربين. أظن أن ابتعاده عن التشكيل الأساسي له علاقة بالاندماج وتوفر كثير من النجوم وكذلك التنافس الشديد، لكنني أعتقد بأن غوارديولا يعرف كيف يسيّر أمور الفريق. أنا لست قلقاً عليه إطلاقاً، هو يعيش نفس وضع بيرناردو سيلفا، في الموسم الماضي، لقد عانى كثيراً ولكنه عاد بقوة وأخذ مكان دي بروين. أمام محرز كثير من الوقت للتألق والبروز، ولقد شاهدنا أنه عندما يلعب يؤدي بشكل جيد، أنا واثق بأنه سيحصل على فرصته كاملة في الموسم المقبل".

 

"بونجاح سفاح حقيقي أمام مرمى الخصوم وعطال يذكرني بشبابي"

 

أما بالنسبة للاعب السد القطري بغداد بونجاح قال عنه بلحاج :"بغداد "سفّاح"، هو لاعب رائع ولا يضيع فرص التهديف، أتمنى أن يدون اسمه بحروف من ذهب في تاريخ نادي السد، وأتمنى أن يرحل لفريق أوروبي كبير، هو يستحق ذلك وأثبت قدراته في كل النوادي التي لعب لها".كما تطرق بلحاج لقضية مطروحة بقوة مؤخرا وهو الشبه الكبير بين طريقة لعبة والطريقة التي يلعبها بها حاليا نجم نادي نيس "يوسف عطال ,حيث قال:"تابعته في بلجيكا حيث لم يلعب كثيراً، ومع انتقاله إلى نيس تطوّر كثيراً، وبدأ في تفجير مواهبه، هو يملك طاقة هائلة. هو أيضاً يستحوذ على الرواق الأيمن ويندفع نحو الهجوم ويعود بسرعة إلى الدفاع. هو بالفعل يذكرني بشبابي (يضحك). عطال يجتهد كثيراً وأتمنّى أن يتعافى سريعاً من الإصابة. الجميع سعيد به في نيس، خاصة المدرب باتريك فييرا، يجب أن يستمر في العمل وألّا يحرق المراحل. أتمنى أن ينتقل إلى فريق أكبر مستقبلا".

 

"لم أتردد لحظة في اللعب للجزائر ومن يحب بلاده فعليه أن لا يفكر"

 

أما بالنسبة لقضية مزدوجي الجنسية والصعوبات التي يجودنها في اختيار جنسيتهم الرياضية فأكد بلحاج قائلا:"ولدنا في فرنسا ولكننا جزائريون، هناك من ولد في ألمانيا أو إيطاليا، وأصوله تنحدر من الجزائر أو المغرب أو تونس، يجب أن يكون خيار اللاعب نابعا من القلب، إذا رفضت اللعب لبلدك الأصلي فهذا خيارك، لكنني ضد الدخول في الحسابات والتردد، أنت تملك الحق في أخذ وقت للتفكير بشرط ألا يتعدى ذلك الأسبوع، من حقك أن تتشاور مع عائلتك وأصدقائك، لكن يجب الحسم سريعا، جيلنا لم يتردد لحظة لاختيار بلد الآباء والأجداد، نحن لم نحسب حسابا للمال ولا للتحديات الرياضية، لقد كان فعلا خيار القلب، ومهما كان اسم البلد الذي ولدت فيه، عندما يناديك بلدك يجب أن تأتي سريعا، وبالمقابل يمكنني أن أتفهم موقف بعض اللاعبين المتميزين الذين ينتظرون دعوة من منتخب فرنسا أو بلد آخر، خاصة إذا كان لاعبا جيدا، في أوروبا عندما تكون لاعبا فرنسيا مثلا تفتح لك كل الأبواب للاحتراف واللعب في أكبر الأندية، وإذا كنت جزائريا أو تونسيا الأمر يختلف تمام,هناك من اللاعبين من ندم على اختياره وهناك من لم يندم، لكنني شخصيا لعبت في الفئات الشبانية في فرنسا، لكن عندما جاءني نداء الوطن الأم اخترت الجزائر وأنا فخور بذلك وغير نادم أبدا".

 

"لازلت أتذكر أجواء ملعب تشاكر ومواجهة أم درمان والتأهل لمونديال 2010"

 

وفي ختام حديثه اللاعب السابق لنادي ليون بالحديث الى اللحظات التي بقيت عالقة في ذهنه ,خاصة تلك التي تتعلق بالجزائر ,حيث قال:"هناك الكثير من الأمور، على غرار المباريات التي خضتها في الجزائر سواء بملعب 5 جويلية أو البليدة، هناك أيضا التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا في أم درمان بفضل عنتر يحيى الذي سجل هدفا خارقا، هي لحظات لا تنسى، أنا فخور بذلك وأشعر بالفخر لأنني لعبت مع الجزائر لا زلت أتذكر الجماهير الاستثنائية، التي كانت دائما معنا لمساندتنا، لا يمكنني أن أنسى أبدا القشعريرة التي كانت تجتاح جسدي داخل ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة".

أنيس.ل

 

من نفس القسم رياضة