الثقافي
“نسيمة” دخلت عالم الفن الأندلسي وهو رجالي
تميزت فيه ببصمة امرأة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 مارس 2019
نزلت الفنانة نسيمة ضيفة على راديو مونتي كارلو حاملة معها مشروعا موسيقيا قوامه الوفاء للتراث والبناء على أسسه، لتقديم اقتراح يرمي الجسر بين الحاضر والماضي… إنها ابنة مدينة البليدة، إحدى قلاع الأغنية الأندلسية إلى جانب قسنطينة والجزائر العاصمة وتلمسان.
كبرت نسيمة وترعرعت في إطار عائلي يعشق الفن الأندلسي وانعكس ذلك على ذوقها ووضعها تلقائيا على بداية الطريق، فالتحقت بالمعهد الموسيقي وهي في سن السابعة وكان ذلك بداية ميثاق وقّعته مع الموسيقى، لا تزال تحفظ عهده إلى يومنا هذا.
تعلّمت نسيمة بداية على يد شيوخ كبار كانوا ولا يزالون مراجع في الفن الأندلسي، ثم اشتغلت على طُرق التحديث في ما تقدّمه من رصيدها الخاص ونجحت في جلب جمهور كاد ينصرف عن هذه النوعية الموسيقية.
غنّت نسيمة من القديم بإتقان لكنها لم تكتف بذلك وحرصت على ترك بصمتها الخاصة من خلال أعمال جعلت فيها النص الشعري الراقي اللبنة الأساسية، وإيقاعه نبض النغمات التي تلحّنها لتُلبسها إيّاه ثوبا رقيقا رقّة صوتها ورهيفا رهافة حسّها.
بين الجزائر وفرنسا ثبّتت نسيمة خطواتها وانطلقت محلّقة في كل أنحاء العالم تقدّم أجمل صورة وأرقى رسالة، وهي القائلة في أحد حواراتها “أسعى لأقدّم أجمل صورة عن هذا الفن العريق ولأوصل رسالة الحب والسلام والأخوة عبر تراثنا الذي ورثناه عن أجدادنا في الأندلس”.
هذه هي نسيمة، فنانة تحترم فنها وجمهورها وتحافظ على ابتسامتها الدائمة وروحها المتسامحة وفكرها النيّر، وقد أسعدتنا بحضورها وتحدّثت عن جديدها، كما عادت بنا إلى أجمل ذكرياتها وابتهجت برسالة محبة وتقدير وصلتها من الفنان الجزائري عباس الريغي.
فريدة. س