محلي
إيناس درقام: شعلة الأمل في لم شمل من فرقتهم ظلمة أوهام الهجرة السرية
تنشط في مصلحة خدمة إعادة الروابط العائلية للهلال الأحمر الجزائري بوهران
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 10 مارس 2019
لم يكن الأمر صعبا على الشابة إيناس هوارية درقام التي تنشط في مصلحة خدمة إعادة الروابط العائلية للهلال الأحمر الجزائري بوهران، أن تلم شمل عدة أشخاص بذويهم أغلبهم أفارقة انقطعت أخبارهم جراء الهجرة السرية وأعادت لهم أمل التلاقي بذويهم.
ويعتبر هذا العمل الذي تقوم به إيناس والتي تعد المنسقة الجهوية للمصلحة المذكورة، واجب ديني و وطني و اجتماعي و انساني، حسبما ذكرته هذه الفتاة البالغة من العمر 25 سنة، مبرزة أن هذه الخدمة "نابعة من مبادئ و قيم المجتمع الجزائري الذي لا ينضب عطاءه الخيري ولا ينقطع عن التطوع في أداء الأعمال التضامنية".
وكان جمع 19 شخصا من جنسيات إفريقية مختلفة بعائلاتهم وذلك بعد أن تم إنقاذهم من الغرق بالساحل الوهراني في أبريل من السنة الماضية، أول تجربة بالنسبة لمصلحة إعادة الروابط العائلية بوهران التي انطلقت في 2014 و تم تفعيلها في يناير من سنة 2018، حسبما أوضحته إيناس هوارية درقام في حوار لوأج.
و قالت المنسقة الجهوية لمصلحة اعادة الروابط العائلية بوهران انها "جد سعيدة و فخورة" بعملها ضمن فريق مصلحة اعادة الروابط العائلية لأداء خدمة إنسانية و اجتماعية التي ترتكز على البحث عن مفقودين انقطعت أخبارهم جراء الكوارث الطبيعية أو الحروب أو الهجرة.
وكانت هذه التجربة امتحان بالنسبة لها مما جعلها تبذل كل جهدها لإنجاح هذه المهمة الإنسانية الصعبة والشاقة في آن واحد حيث استطاعت مساعدة أفارقة مهاجرين في الاتصال بذويهم المقيمين بإفريقيا أو بأقاربهم و أصدقاءهم بدول مختلفة من العالم مع استعمال مختلف وسائل التواصل المتاحة طيلة أربعة أشهر و اذا تعذر الأمر يتم عبر الهاتف مجانا حتى يتسنى لهم الاتصال بذويهم و متابعة أخبارهم و الاطمئنان عليهم، على حد قول إيناس.
وفي هذا الشأن اشارت المتطوعة ان "لا أحد يستطيع أن ينكر مرارة الفراق" الشيء الذي جعلها تقضي "ساعات طويلة مع الأفارقة" كما قالت، لافتة الى انها كانت تتلقى آلاف الرسائل النصية يوميا وكان هاتفها لا يتوقف عن استقبال الاتصالات من ذويهم.
وأضافت "لا أستطيع أن أصف الشعور الجميل والحزين في نفس الوقت خاصة عندما أرى الدموع تذرف من عيونهم عند كل مكالمة وعندما يخبر أحدهم الشخص الذي يكلمه ان يبلغ والدته انه +حي و بخير+".
و اكدت إيناس ان "نجاح" هذه التجربة التي "تعتمد على السرعة في إطلاق رسائل البحث عن الأهل أو المفقود، كان بفضل والدتها التي زرعت فيها حب الخير ودعمتها، و التكوين الذي تلقته من اللجنة الدولية للصليب الأحمر و الهلال الأحمر الجزائري الذي وفر لها كل الوسائل للقيام بهذه المهمة، الى جانب مرافقة المنسقة الوطنية لمصلحة إعادة الروابط العائلية للهلال الأحمر الجزائري نفيسة تومي التي ساعدتها في عملها.
كما أن انخراط ايناس درقام مبكرا في العمل الخيري و جديتها في العمل ورزانتها على الرغم من صغر سنها، مكنها من أن تبرهن عن قدرتها في لم شمل العائلات و أن تسعى جاهدة الى البحث عن المفقودين جراء الهجرة السرية و مساعدة الأهالي لمطمئنتهم على أبناءهم و ذلك بناء على الطلبات التي تستقبلها مصلحة إعادة الروابط العائلية لوهران.
وتدعو هذه الشابة الطالبة في علم النفس العيادي ماستر 2 ، الشباب الذين يلهثون وراء أوهام الهجرة الى التفكير في عائلاتهم اذا بلغهم يوما خبر فقدان احد اعضاءها و يتعذر حينها العودة لعدم توفرهم على وثائق اقامة شرعية و ايضا عندما يتلقى ذويهم خبر غرقهم في البحر ولا يجدون جثثهم.
القسم المحلي