الثقافي

"توقيث" لكريم موحالي فيلم لاستكشاف وجدان إنسان أعمى

عرض ضمن فعاليات مهرجان الفيلم الامازيغي التي ستختتم اليوم

يعتبر الفيلم المطول "توقيث" لصاحبه كريم موحالي الذي تم عرضه بدار الثقافة لتيزي وزو في إطار مسابقة الزيتونة الذهبية، -و هي اعلى تتويج في المهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الامازيغي- محاولة لاستكشاف وجدان إنسان أعمى.

ويدور الفيلم -و هو من سيناريو محند لمولود اوبكا و مدته 107 دقيقة- حول شخصية يوسف الذي فقد بصره إثر حادث، ما يفسر عنوان الفيلم "توقيث" الذي يعني الصدمة. و هي الصدمة التي يرويها الفيلم في بدايته، حيث يظهر شاب في مقتبل العمر و هو يملأ دلوا من الرمل، في حين يرى المشاهد بكرة و هي تدور حاملة ذلك الدلو إلى الأعلى قبل أن يسقط على راس يوسف، و هو طالب جامعي في السنة الثالثة تخصص طب الذي يفقد وعيه من هول الصدمة و يدخل في غيبوبة لمدة تسعة أيام كاملة، ليجد نفسه عند استيقاظه فاقدا للبصر.

ويغادر بعدها يوسف المستشفى لاكتشاف حياة جديدة لا ألوان فيها و لا نور، قبل أن يقرر التسجيل في مدرسة للمكفوفين لتعلم "لغة البراي" و مواصلة دراسته الجامعية. لكن سرعان ما تنتابه لحظات من اليأس، خاصة حينما يذهب مع صديقه إلى البحيرة التي اعتادها حين كان مبصرا و لا يستطيع الآن التمتع بجمالها. و يقترح عليه فيما بعد إجراء عملية غير مضمونة لاستعادة بصره كان بوده إجراءها لولا رفض والديه.

مشهد آخر ليوسف و هو بموقف الحافلات و يستمع لتغريدة عصفور في قفصه، حيث يرى الشاب نفسه في مكان الطائر يظنه الناس أنه يغني، في حين أنه يعبر عن حزنه و هو مسجون بين قضبان قفصه، مثل يوسف تماما الذي لا يرغب أن يراه والديه حزين.

وبهذا الموقف (موقف الحافلات) يتعرض يوسف لاعتداء من طرف رجل كان يظن أن الشاب يعاكس ابنته الساكنة في الشارع المقابل. وهنا يدخل يوسف المستشفى للمرة الثانية من وقع الصدمة ليخرج منه و قد استعاد بصره. كما أنه يتزوج بابنة الرجل نفسه ليسدل الستار عن الفيلم في نهاية مأساوية يتعرض خلالها يوسف لصدمة أخرى حين سقوطه أرضا يفقد إثرها بصره للمرة الثانية.

وخلال النقاش الذي تبع عرض الفيلم، أشار المخرجون و منهم لوناس مجناح و جمال ولد براهم، المشاركان في نفس المسابقة، و محمد رحال إلى بعض الأخطاء التقنية في الفيلم. كما تأسفوا عن طول مدته و وجود بعض اللقطات "الفارغة" و "دون أهمية". في حين أثنوا على موضوع الفيلم.

للإشارة، تم تسجيل مشاركة 23 فيلما في هذه الطبعة ال17 للمهرجان الثقافي الوطني السنوي للفيلم الأمازيغي، منها 4 أفلام مطولة و 10 أفلام قصيرة و 6 أفلام وثائقية و 3 أفلام متحركة. و ينتظر اليوم الاثنين تنظيم حفل توزيع الجوائز بدار الثقافة مولود معمري لتيزي وزو.

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي