الثقافي
"تبيّن" 15: مقولات حول العنف
يقدّم العدد مجموعة من الدراسات المتعلقة بالمجالات الفكرية والثقافية من مقاربات متنوعة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 فيفري 2019
كيف يمكن بلورة المعارف التي تقدّمها العلوم الإنسانية في فهم الظواهر التي تحيط بحياتنا، ومنها التي تبدو مفلتة من التمثل الثقافي مثل العنف أو السياسة. لعل هذا المطمح هو ما اجتهدت في تقديمه مجلة "تبيّن" في عددها الخامس العشر الذي صدر مؤخراً.
يقدّم العدد مجموعة من الدراسات المتعلقة بالمجالات الفكرية والثقافية من مقاربات متنوعة، إذ نقرأ مقالات تستفيد من مجالات الفلسفة وعلم الاجتماع ونظريات النقد الأدبي وغيرها.
يضم العدد أيضاً مادة مترجمة، تنقل إلى القارئ العربي شيئاً مما ينشر في المجلات العلمية الدولية، حيث نقرأ في هذا العدد دراسة هيرمان باري "السيميوطيقا باعتبارها مشروعاً باراديغمياً في تاريخ الفلسفة" والتي نقلها إلى العربية عبد المجيد نوسي. كما نقرأ مجموعة من الدراسات العربية مثل "إدوارد سعيد والفلسفة" لـ بشير ربوح، أو "حدود التخييلي والتاريخي في تجربة جرجي زيدان الروائية" لمحمد الداهي .
تتصدى المقالات أيضاً إلى مواضيع راهنة مثل مقالة "في المشهد السياسي في السودان" لعباس الحاج الأمين، حيث يعالج الباحث المسألة السياسية من خلال "لغة العنف" التي يلتقطها في الخطاب السياسي في السودان. تطبيق مفهوم العنف اللغوي على المجال السياسي نجده أيضاً في دراسة لمحمد همام حول "الخطاب السياسي المغربي".
العنف يأخذ أبعاداً أخرى في مقال "ثقافة النحر وحرفة قطع الرؤوس... أية معقولية؟"، لعلي الصالح مولى، وهي مقاربة تحليلية نقدية، تحاول أن تحدد الذهنيات التي تؤطّر ممارسات الذبح البشري. ومن زاوية أخرى، يدرس نديم منصوري الظاهرة في مقال بعنوان "مشاهد العنف عبر وسائط الاتصال الحديثة: مخاطر ومخاوف"، ركز فيها على مسالة العلاقة المتينة بين العنف الحقيقي القائم في المجتمع الواقعي والعنف الإلكتروني المنتج في المجتمع الافتراضي.
يضم العدد أيضاً مراجعات لكتب، منها مراجعة وجيه كوثراني لجزء من كتاب عزمي بشارة "العلمانية والعلمنة: الصيرورة الفكرية"، إضافة إلى مراجعة جمال الدين قوعيش لكتاب أنطوان دانشان "الحياة الإنسانية بمنطق الفيزياء والبيولوجيا: قراءة في كتاب ما الحياة؟ لشرودنغر".