الثقافي
فيصل وارث: كفاءات جزائرية قادرة على إعادة الروح لقصبة الجزائر
من دون الاستعانة بالخبرات الدولية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 فيفري 2019
أكد المدير العام لديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية فيصل وارث أن الجزائر تتوفر على كفاءات ومهندسين قادرين على ترميم قصبة الجزائر وإعادتها إلى شكلها القديم من دون الاستعانة بالخبرات الدولية، مشيرا إلى أن الكثافة السكانية العالية من بين أبرز عراقيل تطبيق برنامج الترميم.
أوضح فيصل وارث في تصريحات صحفية مؤخرا إن: “هناك مهندسون معماريون شباب وتقنيون من عدة اختصاصات وحتى يد عاملة محترفة تعكف على إعادة القصبة إلى ما كانت عليه بالضبط وهم يقومون بعملهم بشكل جيد”.
وأضاف بأن “النسيج العمراني للقصبة متفاوت، فهناك بنايات تعود إلى المدينة الأصلية أي قبل 1830، وهناك ما تم إضافته بعد ذلك وما تم تعديله وأعيد تفصيله من طرف الإيرانيين، ونحن نحاول أن نضع كل هذا في الحسبان لنتدخل في الوقت المناسب بحسب ما تستدعيه وضعية كل ممتلكة”.
ولم يُعب المدير الحالي لديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية أشغال الترميم السابقة التي شملت القصبة، مستبعدا أن تكون قد تمت بشكل غير مهني، مؤكدا بأن “هناك العديد من القصور والمنشآت الهامة والمميزة على مستوى النسيج العمراني للقصبة حظيت بالترميم في السنوات العشرين السابقة، وأصبحت اليوم فعالة ومحمية في نفس الوقت، وكل هذا يؤكد أن عملا جادا قد تم، غير أنه لا يجب أن نستبعد العوامل الأخرى التي أثرت في عملية الترميم والحماية لا سيما فيما يتعلق بالكثافة السكانية للمدينة وكذا شعبيتها الكبيرة ومشكل المياه الذي تسببت أعمال إدخاله إلى الدويرات خسائر معتبرة في هاته البنايات القديمة والهشة”.
وبحسب المتحدث فقد استفادت 710 دويرة من أعمال تقوية ودعم، وهو ما أوقف سلسلة الانهيارات التي كانت تتعرض لها بنايات القصبة القديمة سابقا والتي تعدت 300 بناية، مضيفا بأنه “منذ جويلية 2016 تم وضع مخطط شامل لترميم وحماية لجهة معتبرة من المدينة والأمر لا يتعلق بالدويرات بل ستشمل الأشغال العديد من المساجد والحمامات التي ستدعم داخل القصبة”.
وفيما يتعلق بالكثافة السكانية بالقصبة، فقد أوضح وارث بأنها تتراوح بين 45 ألف و50 ألف ساكن وهو ضغط سكاني هام يؤثر بالسلب على القصبة كموقع أثري لا بد من متابعة عملية إعادة إسكان للعائلات الهشة والمعدومة في القصبة، وقال وارث في هذا الخصوص “لا نزال ندعو إلى إخلاء أجزاء معينة من القصبة”.
وتعود ملكية 80 بالمائة من البنايات القديمة في القصبة إلى الخواص، وهو ما يعرقل استكمال أعمال الترميم وكل الإجراءات المتخذة من أجل التكفل بهذا الموروث المادي.
مريم. ع